للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجاه من طريق موسى بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله كان يبيت بذي طوى حتى يصبح فيصلي الصبح حتى يقدم مكة ومصلى رسول الله عند أكمة غليظة وأن رسول الله استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف الأكمة ومصلى رسول الله أسفل منه على الأكمة السوداء يدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها ثم يصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة. أخرجاه في الصحيحين. وحاصل هذا كله أنه لما انتهى في مسيره إلى ذي طوى وهو قريب من مكة متاخم للحرم، أمسك عن التلبية لأنه قد وصل إلى المقصود بات لذلك المكان حتى أصبح فصلى هنالك الصبح في المكان الذي وصفوه بين فرضتي الجبل الطويل هنالك. ومن تأمل هذه الأماكن المشار إليها بعين البصيرة عرفها معرفة جيدة وتعين له المكان الذي صلى فيه رسول الله . ثم اغتسل صلوات الله وسلامه عليه لأجل دخول مكة ثم ركب ودخلها نهارا جهرة علانية من الثنية العليا التي بالبطحاء (١). ويقال كذا ليراه الناس، ويشرف عليهم وكذلك دخل منها يوم الفتح كما ذكرناه، قال مالك، عن نافع، عن ابن عمر إن رسول الله دخل مكة من الثنية العليا وخرج من الثنية السفلى أخرجاه في الصحيحين من حديثه. ولهما: من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر. أن رسول الله دخل مكة من الثنية العليا التي في البطحاء وخرج من الثنية السفلى. ولهما أيضا: من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثل ذلك. ولما وقع بصره على البيت. قال: ما رواه الشافعي في مسنده: أخبرنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج أن النبي كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال: اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من شرفه وكرمه فمن حجه واعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا. قال الحافظ البيهقي هذا منقطع وله شاهد مرسل عن سفيان الثوري، عن أبي سعيد الشامي عن مكحول قال: كان النبي إذا دخل مكة فرأى البيت رفع يديه وكبر وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وبرا وزد من حجه أو اعتمره تكريما وتشريفا وتعظيما وبرا وقال الشافعي: أنبأنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج قال: حدثت عن مقسم عن ابن عباس عن النبي قال: ترفع الأيدي في الصلاة وإذا رأى البيت وعلى الصفا والمروة وعشية عرفة وبجمع وعند الجمرتين وعلى الميت. قال الحافظ البيهقي: وقد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس وعن نافع عن ابن عمر مرة موقوفا عليهما ومرة مرفوعا إلى النبي دون ذكر الميت. قال وابن أبي ليلى هذا غير قوي. ثم أنه دخل المسجد من باب بني شيبة قال الحافظ البيهقي: روينا عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال يدخل المحرم من حيث شاء. قال: ودخل النبي من باب بني شيبة وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا. ثم قال


(١) البطحاء والأبطح وهي بجنب المحصب وهذه الثنية ينحدر منها إلى مقابر المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>