للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن نمير زاد البخاري: وأبي ضمرة أنس بن عياض زاد مسلم: وأبي أسامة حماد بن أسامة. وقد علقه البخاري عن أبي أسامة وعقبة بن خالد كلهم عن عبيد الله بن عمر به. وقد كان يصلي بأصحابه بمنى ركعتين كما ثبت عنه ذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود وحارثة بن وهب . ولهذا ذهب طائفة من العلماء إلى أن سبب هذا القصر النسك كما هو قول طائفة من المالكية وغيرهم. قالوا ومن قال: إنه كان يقول بمنى لأهل مكة: أتموا فإنا قوم سفر فقد غلط إنما قال ذلك رسول الله عام الفتح وهو نازل بالأبطح كما تقدم. والله أعلم. وكان يرمي الجمرات الثلاث في كل يوم من أيام منى بعد الزوال كما قال جابر فيما تقدم ماشيا كما قال ابن عمر فيما سلف كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة. ويقف عند الأولى وعند الثانية يدعو الله ﷿ ولا يقف عند الثالثة. قال أبو داود: ثنا علي بن بحر وعبد الله بن سعيد المعني قالا: ثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة قالت: أفاض رسول الله من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها [ليالي] (١) أيام التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى والثانية فيطيل المقام ويتضرع ويرمي الثالثة لا يقف عندها. انفرد به أبو داود. وروى البخاري من غير وجه: عن يونس بن يزيد، عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم ثم يسهل فيقوم مستقبل القبلة طويلا، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل فيقوم مستقبل القبلة ويدعو، ويرفع يديه ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت رسول الله يفعله. وقال وبرة بن عبد الرحمن: قام ابن عمر عند العقبة، بقدر قراءة سورة البقرة. وقال أبو مجلز حزرت قيامه بعد قراءة سورة يوسف ذكرهما البيهقي. وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه عن أبي القداح عن أبيه. أن رسول الله رخص للرعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما. وقال أحمد ثنا محمد بن أبي بكر وأنبأ روح ثنا ابن جريج، أخبرني محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو، عن أبيه عن أبي القداح بن عاصم بن عدي عن أبيه. أن رسول الله أرخص للرعاء أن يتعاقبوا فيرموا يوم النحر ثم يدعوا يوما وليلة ثم يرموا الغد. وقال الإمام أحمد: ثنا عبد الرحمن، ثنا مالك عن عبد الله بن بكر عن أبيه عن أبي القداح بن عاصم بن عدي عن أبيه. أن رسول الله رخص لرعاء الإبل في البيتوتة بمنى حتى يرموا يوم النحر ثم يرمون يوم النحر ثم يرمون الغد أو من بعد الغد ليومين ثم يرمون يوم النفر (٢). وكذا رواه عن عبد الرزاق عن مالك بنحوه. وقد رواه أهل السنن


(١) من سنن أبي داود ج ٢/ ٢٠١ حديث رقم ١٩٧٣.
(٢) قال ابن حجر: لستة أيام متوالية من أيام ذي الحجة أسماء: الثامن يوم التروية، والتاسع عرفة، والعاشر النحر، والحادي عشر القر، والثاني عشر النفر الأول، والثالث عشر النفر الثاني. وذكر مكي بن أبي طالب ان السابع يسمى يوم الزينة - أنكره عليه النووي. وأيام التشريق هي الثلاثة الأيام التي بعد يوم النحر. وأوسطها - الثاني منها - يوم الرؤوس. سمي بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>