للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أصحاب النبي ، لم يدروا أين يقبروا النبي . حتى قال أبو بكر: سمعت النبي يقول لم يقبرني إلا حيث يموت، فأخروا فراشه وحفروا تحت فراشه . وهذا فيه انقطاع بين عبد العزيز بن جريج وبين الصديق فإنه لم يدركه. لكن رواه الحافظ أبو يعلى: من حديث ابن عباس وعائشة عن أبي بكر الصديق . فقال: حدثنا أبو موسى الهروي، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة عن عائشة. قالت: اختلفوا في دفن النبي حين قبض، فقال أبو بكر: سمعت النبي يقول: " لا يقبض النبي إلا في أحب الأمكنة إليه " فقال ادفنوه حيث قبض. وهكذا رواه الترمذي عن أبي كريب عن أبي معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر سمعت من رسول الله شيئا ما نسيته. قال: " ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه ". ادفنوه في موضع فراشه، ثم إن الترمذي ضعف المليكي ثم قال وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه رواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النبي . وقال الأموي عن أبيه عن ابن إسحاق عن رجل حدثه عن عروة عن عائشة: إن أبا بكر قال سمعت رسول الله يقول: " إنه لم يدفن نبي قط إلا حيث قبض " قال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني محمد بن سهل التميمي، ثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان بالمدينة حفاران فلما مات النبي قالوا أين ندفنه؟ فقال أبو بكر في المكان الذي مات فيه، وكان أحدهما يلحد والآخر يشق، فجاء الذي يلحد فلحد للنبي . وقد رواه مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه منقطعا. وقال أبو يعلى: حدثنا جعفر بن مهران، ثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال لما أرادوا أن يحفروا للنبي وكان أبو عبيدة الجراح يضرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذي كان يحفر لأهل المدينة وكان يلحد، فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة: وقال للآخر اذهب إلى أبي طلحة. اللهم خره لرسولك. قال: فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله فلما فرغ من جهاز رسول الله يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل ندفنه في مسجده. وقال قائل: ندفنه مع أصحابه. فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله يقول: " ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض ". فرفع فراش رسول الله الذي توفي فيه فحفروا له تحته، ثم أدخل الناس على رسول الله يصلون عليه أرسالا [دخل] (١) الرجال حتى إذا فرغ منهم، أدخل النساء حتى إذا فرغ النساء، أدخل الصبيان ولم يؤم الناس على رسول الله أحد. فدفن رسول الله من أوسط الليل ليلة الأربعاء. وهكذا رواه ابن ماجة عن نصر بن علي الجهضمي، عن وهب بن جرير، عن أبيه عن محمد بن إسحاق فذكر بإسناده مثله. وزاد في آخره ونزل في حفرته علي بن أبي طالب


(١) من سيرة ابن هشام ج ٤/ ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>