للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم أرقم بن أبي الأرقم، واسمه عبد مناف بن أسد بن جندب (١) بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي. أسلم قديما وهو الذي كان رسول الله مستخفيا في داره عند الصفا وتعرف تلك الدار بعد ذلك بالخيزران. وهاجر وشهد بدرا وما بعدها، وقد آخى رسول الله بينه وبين عبد الله بن أنيس (٢) وهو الذي كتب أقطاع عظيم بن الحارث المحاربي بأمر رسول الله بفخ وغيره، وذلك فيما رواه الحافظ ابن عساكر: من طريق عتيق بن يعقوب الزبيري، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده عمرو بن حزم. وقد توفي في سنة ثلاث وقيل خمس وخمسين وله خمس وثمانون سنة، وقد روى الإمام أحمد له حديثين، الأول: قال أحمد والحسن بن عرفة - واللفظ لأحمد - حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن هشام بن زياد، عن عمار بن سعد، عن عثمان بن أرقم بن أبي الأرقم عن أبيه - وكان من أصحاب النبي أن رسول الله قال: " إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين بعد خروج الامام كالجار قصبه في النار " والثاني: قال أحمد: حدثنا عصام بن خالد، ثنا العطاف بن خالد، ثنا يحيى بن عمران، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جده الأرقم أنه جاء إلى رسول الله فقال: " أين تريد؟ " قال أردت يا رسول الله ها هنا وأومأ بيده إلى حيز بيت المقدس، قال: " ما يخرجك إليه أتجارة؟ " قال: لا ولكن أردت الصلاة فيه، قال " الصلاة ها هنا " وأومأ بيده إلى مكة " خير من ألف صلاة " وأومأ بيده إلى الشام. تفرد بهما أحمد.

ومنهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن، ويقال أبو محمد المدني خطيب الأنصار، ويقال له خطيب النبي قال محمد بن سعد: أنبأنا علي بن محمد المدايني بأسانيده عن شيوخه في وفود العرب على رسول الله، قالوا: قدم عبد الله بن عبس اليماني ومسلمة بن هاران الحدابي على رسول الله في رهط من قومهما بعد فتح مكة فأسلموا وبايعوا على قومهم، وكتب لهم كتابا بما فرض عليهم من الصدقة في أموالهم، كتبه ثابت بن قيس بن شماس وشهد فيه سعد بن معاذ ومحمد بن مسلمة . وهذا الرجل ممن ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله بشره بالجنة. وروى الترمذي في جامعه بإسناد على شرط مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله قال " نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر. نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح ". وقد قتل شهيدا يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة في أيام أبي بكر الصديق، وله قصة سنوردها إن شاء الله إذا انتهينا إلى ذلك بحول الله وقوته وعونه ومعونته.


(١) سقط جندب من ابن سعد والإصابة، قال ابن سعد: وأسد يكنى أبا جندب.
(٢) قال الواقدي: آخى بينه وبين طلحة زيد بن سهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>