للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله مكة وعلى سيفه ذهب وفضة، الحديث، ثم قال: هذا حديث غريب، وقال الترمذي في الشمائل: حدثنا محمد بن بشار، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، قال: كانت قبيعة (١) سيف رسول الله من فضة، وروى أيضا من حديث عثمان بن سعد عن ابن سيرين قال: صنعت سيفي على سيف سمرة، وزعم سمرة أنه صنع سيفه على سيف رسول الله وكان حنفيا (٢) وقد صار إلى آل علي سيف من سيوف رسول الله فلما قتل الحسين بن علي بكربلاء عند الطف كان معه فأخذه علي بن الحسين بن زين العابدين فقدم معه دمشق حين دخل على يزيد بن معاوية، ثم رجع معه إلى المدينة، فثبت في الصحيحين عن المسور بن مخرمة أنه تلقاه إلى الطريق، فقال له: هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ قال فقال: لا، فقال: هل أنت معطي سيف رسول الله فإني أخشى أن يغلبك عليه القوم، وأيم الله إن أعطيتنيه لا يخلص إليه أحد حتى يبلغ نفسي.

وقد ذكر للنبي غير ذلك من السلاح، من ذلك الدروع (٣) كما روى غير واحد منهم السائب بن يزيد، وعبد الله بن الزبير، أن رسول الله ظاهر يوم أحد بين درعين (٤)، وفي الصحيحين من حديث مالك، عن الزهري عن أنس، أن رسول الله دخل يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه قيل له: هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه، وعند مسلم من حديث أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله دخل يوم الفتح وعليه عمامة سوداء، وقال وكيع عن مساور الوراق عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه، قال: خطب رسول الله الناس وعليه عمامة دسماء، ذكرهما الترمذي في الشمائل، وله من حديث الدراوردي، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول الله إذا اعتم سدلها بين كتفيه، وقد قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد، ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا إسرائيل، عن عاصم، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك أنه كانت عنده عصية لرسول الله فمات فدفنت معه بين جنبه وبين قميصه، ثم قال البزار: لا نعلم رواه إلا مخول بن راشد، وهو صدوق فيه شيعية. واحتمل على ذلك، وقال


(١) القبيعة: ما على مقبض السيف من حديث أو فضة.
(٢) في ابن سعد: خيفيا له قرن. وذكر ابن الأثير سفيا للنبي ص اسمه: الخيف.
وذكروا أن النبي قدم من المدينة يوم بدر وسيفه العضب، وغنم يوم بني قينقاع: سيفا قلعيا وسيف البتار وسيف الخيف (الحتف في ابن سعد والطبري) وأصاب من القلس: المخذم ورسوب. (الكامل لابن الأثير - الطبري - ابن سعد).
(٣) كان له درع يقال لها الصعيدية (في ابن سعد والطبري: السعدية) ودرع يقال لها: فضة غنمها من بني قينقاع. وكان له درع: ذات الفضول كانت عليه يوم أحد.
(٤) هما: ذات الفضول وفضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>