للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِهَابٍ، أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ نَسْلِ جَدِّي سِتِّينَ حماراً كلَّهم لم يركبهم إلا نبي، لم يَبْقَ مِنْ نَسَلِ جَدِّي غَيْرِي، وَلَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ غَيْرُكَ، وَقَدْ كُنْتُ أَتَوَقَعُكَ أَنْ تَرْكَبَنِي، قَدْ كُنْتُ قَبْلَكَ لِرَجُلٍ يَهُودِيٍّ، وَكُنْتُ أُعْثِرُ بِهِ عَمْدًا، وَكَانَ يُجِيعُ بَطْنِي وَيَضْرِبُ ظَهْرِي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سميتك يعفور، يا يعفور، قال: لبيك، قال: تشتهي الْإِنَاثَ؟ قَالَ: لَا، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَرْكَبُهُ لِحَاجَتِهِ، فَإِذَا نَزَلَ عَنْهُ بَعَثَ بِهِ إِلَى بَابِ الرَّجل فَيَأْتِي الْبَابَ فَيَقْرَعُهُ بِرَأْسِهِ فَإِذَا خَرَجَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الدَّار أَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ أَجِبْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فلمَّا قُبض النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم جاء إلى بئر كان لأبي الهيثم بن النبهان فتردَّى فِيهَا فَصَارَتْ قَبْرَهُ جَزَعًا مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم.

حديث الحمرة وهو طَائِرٌ مَشْهُورٌ قَالَ أَبُو دَاوُدِ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ] (١) ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَدَخَلَ رجل غيظة فَأَخْرَجَ بَيْضَةَ حُمَّرَةٍ فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ تَرِفُّ عَلَى رسول الله وَأَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أيُّكم فَجَعَ هَذِهِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ من القوم: أنا أخذت بيضتها، فقال: ردَّه ردَّه رحمةً بها (٢) .

وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ: عَنِ الْحَاكِمِ وَغَيْرِهِ (٣) عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيبانيّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أبيه قال: كنَّا مع رسول الله فِي سَفَرٍ فَمَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ فِيهَا فَرْخَا حُمَّرَةٍ فَأَخَذْنَاهُمَا، قَالَ: فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي تفرش، فَقَالَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا؟ قَالَ: فَقُلْنَا: نَحْنُ، قَالَ: ردَّوهما، فَرَدَدْنَاهُمَا إِلَى مَوْضِعِهِمَا فَلَمْ تَرْجِعْ (٤) .

حَدِيثٌ آخَرَ فِي ذَلِكَ وَفِيهِ غَرَابَةٌ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ قَالَا: ثَنَا: أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأُمَوِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ الْكِنْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلت، ثَنَا حِبَّانُ، ثَنَا أبو سعيد البقَّال، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَبْعَدَ، قَالَ: فَذَهَبَ يَوْمًا فَقَعَدَ تَحْتَ سَمُرَةٍ وَنَزَعَ خُفَّيْهِ، قَالَ: وَلَبِسَ أَحَدَهُمَا، فَجَاءَ طَيْرٌ فَأَخَذَ الخفَّ الْآخَرَ فحلَّق بِهِ فِي السَّماء.

فَانْسَلَّتْ منه أسود سالح، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: هَذِهِ كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِيَ اللَّهُ بِهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا مشى على رجليه، ومن شرِّ ما يمشي على بطنه.


(١) من أبي داود والبيهقي.
(٢) أخرجه أبو داود في الجهاد حديث ٢٦٧٥ وفي الادب بنفس الاسناد حديث ٥٢٦٨.
(٣) ذكره في الدلائل: أبو سعيد محمد بن موسى.
(٤) أخرجه البيهقي في الدلائل ٦ / ٣٢ - ٣٣، وأبو داود (انظر الحاشية السابقة) ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ٦٣ وعزاه للبيهقي وأبي نعيم الشيخ في كتاب العظمة كلهم عن ابن مسعود.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>