للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَوْصُولٌ.

وَلَقَدْ أَوْرَدَ الْبَيْهَقِيُّ لِهَذَا نَظَائِرَ كَثِيرَةً فِي هَذَا الْمَعْنَى، تَشْفِي الْقُلُوبَ، وتحصِّل الْمَطْلُوبَ.

وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حدَّثنا عَارِمٌ، ثَنَا مُعْتَمِرُ، وقال يحيى بن معين: ثنا عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا مُعْتَمِرٌ - هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ -.

قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ فِي موضعه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ: فمرَّ رَجُلٌ فِي مؤخر الدَّار، قال: فرأيته في وجهه قتادة، وقال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مسح وجهه، قال: وكنت قبل مَا رَأَيْتُهُ إِلَّا وَرَأَيْتُ كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ الدِّهان (١) .

وثبت في الصحيحين (٢) أنه عليه السلام دَعَا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِالْبَرَكَةِ حِينَ رأى عليه ذلك الدِّرع مِنَ الزَّعفران لِأَجْلِ الْعُرْسِ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ لَهُ فِي الْمَتْجَرِ وَالْمَغَانِمِ حَتَّى حَصَلَ لَهُ مَالٌ جَزِيلٌ بِحَيْثُ أنَّه لَمَّا مَاتَ صُولِحَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ الْأَرْبَعِ عَنْ رُبُعِ الثُّمُنِ عَلَى ثَمَانِينَ أَلْفًا.

وَثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقِ شَبِيبِ بن غرقد أنَّه سَمِعَ الْحَيَّ يُخْبِرُونَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أبي الجعد المازنيّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أَعْطَاهُ دِينَارًا لِيَشْتَرِيَ لَهُ بِهِ شَاةً فَاشْتَرَى بِهِ شَاتَيْنِ وَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَأَتَاهُ بِشَاةٍ ودينار، فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي صَفْقَةِ يمينك، وفي رواية: فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي الْبَيْعِ، فَكَانَ لَوِ اشترى التُّراب لربح فيه (٣) .

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنَّا ابْنُ وَهْبٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي عُقَيْلٍ أنَّه كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى السُّوق فَيَشْتَرِي الطَّعام فَيَلْقَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ عُمَرَ فَيَقُولَانِ: أَشْرِكْنَا فِي بَيْعِكَ فإنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ فَيُشْرِكُهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحلة كَمَا هِيَ فبعث بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ (٤) .

وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَنَا ابْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عَلِيُّ بن محمد بن سليمان الحليميّ (٥) ، ثَنَا

مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِي، ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أبي كبر عَنْ بِلَالٍ قَالَ: أذَّنت فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَخَرَجَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَلَمْ يرَ في المسجد واحداً، فقال: أين النَّاس؟ فَقُلْتُ: مَنَعَهُمُ الْبَرْدُ، فَقَالَ: اللَّهم أَذْهِبِ عَنْهُمُ الْبَرْدَ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ * ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، وَنَظِيرُهُ قَدْ مَضَى فِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ عَنْ حُذَيْفَةَ فِي قِصَّةِ الخندق (٦) .


(١) رواه البيهقي في الدلائل ٦ / ٢١٧ وانظر الاصابة ٣ / ٢٢٥.
(٢) في البخاري في النكاح باب ٥٦ عن حماد بن زيد ومسلم في النكاح (١٢) باب الصداق.
(٣) رواه البيهقي في الدلائل ٦ / ٢٢٠ ونقله السيوطي في الخصائص ٢ / ١٦٩ وعزاه للبيهقي ولابي نعيم وقد رواه في دلائله ص ٣٩٥.
(٤) أخرجه البخاري في الدعوات حديث ٦٣٥٣ فتح الباري ١١ / ١٥١ والبيهقي في الدَّلائل ٦ / ٢٢٣ من طريق محمد بن إسماعيل.
(٥) في الدلائل: الحلبي.
(٦) رواه البيهقي في الدلائل: ٦ / ٢٢٤.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>