للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْهُمُ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ بَدْرِيٌّ مِنَ الرُّماة، أَصَابَهُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ وَهُوَ شَابٌّ (١) ، رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَمِنْهُمُ السَّائِبُ بْنُ الْعَوَّامِ أَخُو الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلِ بن عمرو ابن عبد شمس بن عبدود الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ، أَسْلَمَ قَدِيمًا وَهَاجَرَ ثمَّ اسْتُضْعِفَ بِمَكَّةَ، فلمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ خَرَجَ مَعَهُمْ فلمَّا تواجهوا فرَّ إلى المسلمين فشهدها معهم، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فلمَّا حجَّ أَبُو بَكْرٍ عزَّى أَبَاهُ فِيهِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنَّ الشَّهيد ليشفع لِسَبْعِينَ مِنْ أَهْلِهِ، فَأَرْجُو أَنْ يَبْدَأَ بِي.

ومنهم عبد الله بن عبد الله ابن أبي بن سَلُولَ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، كَانَ مِنْ سَادَاتِ الصَّحابة وَفُضَلَائِهِمْ، شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا وَكَانَ أَبُوهُ رَأْسَ الْمُنَافِقِينَ، وَكَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى أَبِيهِ، ولو أذن له رسول الله فِيهِ لَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَكَانَ اسْمُهُ الْحُبَابُ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَبْدَ اللَّهِ، وَقَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّديق أَسْلَمَ قَدِيمًا، وَيُقَالُ: إنَّه الَّذِي كَانَ يَأْتِي بالطَّعام والشَّراب وَالْأَخْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وإلى أبي بكر وهما في بِغَارِ ثَوْرٍ، وَيَبِيتُ عِنْدَهُمَا وَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ بِأَمْرٍ يُكَادَانِ بِهِ إِلَّا أَخْبَرَهُمَا بِهِ.

وَقَدْ شَهِدَ الطَّائف فَرَمَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ له أبا محجن الثَّقفيّ بسهم فذوى منها فاندملت ولكن لم يزل منها حمتاً حَتَّى مَاتَ (٢) فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ.

ومنهم عكاشة بن محصن ابن حُرْثَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ مرَّة بْنِ كَثِيرِ (٣) بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ بْنِ خُزَيْمَةَ الْأَسَدِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، يكنَّى أَبَا مِحْصَنٍ، وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الصَّحابة وَفُضَلَائِهِمْ، هاجر وشهد بدراً


(١) قال ابن عبد البر وابن حجر: وهو ابن بضع ثلاثين سنة.
(٢) وذكر ابن عبد البر عن الواقدي: أن جرحه دمل حتى انتفض به فمات.
وذكر المرزباني في معجم الشعراء: أنه اصابه حجر في حصار الطائف فمات شهيدا.
(٣) كذا في الاصل والاستيعاب، وفي الاصابة: بكير.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>