للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتوح، ومصر الأمصار، وجند الأجناد. ووضع الخراج، ودون الدواوين (١)، وعرض الأعطية، واستقضى القضاة، وكور الكور، مثل السواد والأهواز والجبال وفارس وغيرها، وفتح الشام كله، والجزيرة والموصل، وميا فارقين، وآمد، وأرمينية، ومصر واسكندرية. ومات وعساكره على بلاد الري. فتح من الشام اليرموك وبصرى ودمشق والأردن، وبيسان، وطبرية، والجابية، وفلسطين والرملة، وعسقلان وغزة والسواحل والقدس وفتح مصر واسكندرية وطرابلس الغرب وبرقة، ومن مدن الشام بعلبك وحمص وقنسرين وحلب وإنطاكية وفتح الجزيرة وحران والرها والرقة ونصيبين ورأس عين وشمشاط وعين وردة وديار بكر وديار ربيعة وبلاد الموصل وأرمينية جميعها. وبالعراق القادسية والحيرة ونهر سير (٢) وساباط، ومدائن كسرى وكورة الفرات ودجلة والأبلة والبصرة والأهواز وفارس ونهاوند وهمذان والري وقومس وخراسان واصطخر وأصبهان والسوس ومرو ونيسابور وجرجان وأذربيجان وغير ذلك، وقطعت جيوشه النهر مرارا، وكان متواضعا في الله، خشن العيش، خشن المطعم، شديدا في ذات الله، يرقع الثوب بالأديم، ويحمل القربة على كتفيه، مع عظم هيبته، ويركب الحمار عريا، والبعير مخطوما بالليف، وكان قليل الضحك لا يمازح أحدا وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظا يا عمر.

وقال النبي " أشد أمتي في دين الله عمر " وعن ابن عباس أن النبي قال " إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر، وإنهما السمع والبصر " وعن عائشة أن النبي قال " إن الشيطان يفرق من عمر " وقال " أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر (٣) " وقيل لعمر إنك قضاء. فقال: الحمد لله الذي ملا لهم قلبي رحما وملا قلوبهم لي رعبا. وقال عمر: لا يحل لي من مال الله إلا حلتان حلة للشتاء وحلة للصيف، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين. وكان عمر إذا استعمل عاملا كتب له عهدا وأشهد عليه رهطا من المهاجرين واشترط عليه أن لا يركب برذونا، ولا يأكل نقيا، ولا يلبس رقيقا، ولا يغلق بابه دون ذوي


(١) ديوان: على الأرجح غير عربية - أصلها فارسي - قيل إن كسرى أطلع ذات يوم على كتاب ديوانه فرآهم يحسبون مع أنفسهم فقال: " ديوانه " أي " مجانين " فسمي موضعهم بهذا الاسم ثم حذفت الهاء عند كثرة الاستعمال تخفيفا فقيل ديوان (انظر الأحكام السلطانية للماوردي) وقد اختلفوا في الذي أشار على عمر بتدوين الدواوين فقيل خالد بن الوليد، وقيل الوليد بن هشام وقيل الهرمزان. وقد أحدثه عمر لما رأى كثرة الأموال التي ترد عليه. وأمر ثلاثة من كتاب قريش وهم عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم فكتبوا ديوان العساكر الاسلامية على ترتيب الأنساب مبتدئا من قرابة الرسول وما بعد فالأقرب فالأقرب ....
(٢) في الطبري بهرسير، وفي الواقدي في فتوح العراق: نهمشير.
(٣) الحديث أخرجه الترمذي في المناقب رقم (٣٧٩٣). وابن ماجة في المقدمة. والحاكم في المستدرك وابن عدي وابن عساكر وهو جزء من حديث أوله: أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، ولفظ الترمذي: أرحم أمتي …

<<  <  ج: ص:  >  >>