للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يلبس سلاحه بعد رسول الله إلا يوم الدار ويوم نجرة الحروري. قال أبو جعفر الداري أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر: أن عثمان أصبح يحدث الناس، قال: رأيت النبي في المنام فقال: يا عثمان أفطر عندنا " فأصبح صائما وقتل من يومه، وقال سيف بن عمر عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن رجل قال دخل عليه كثير بن الصلت فقال: يا أمير المؤمنين اخرج فاجلس بالفناء فيرى الناس وجهك فإنك إن فعلت ارتدعوا. فضحك وقال: يا كثير رأيت البارحة وكأني دخلت على نبي الله وعنده أبو بكر وعمر، فقال: " ارجع فإنك مفطر عندي غدا " ثم قال عثمان: ولن تغيب الشمس والله غدا أو كذا وكذا إلا وأنا من أهل الآخرة، قال: فوضع سعد وأبو هريرة السلاح وأقبلا حتى دخلا على عثمان. وقال موسى بن عقبة: حدثني أبو علقمة - مولى لعبد الرحمن بن عوف - حدثني ابن الصلت قال: أغفى عثمان بن عفان في اليوم الذي قتل فيه فاستيقظ فقال: لولا أن يقول الناس تمنى عثمان أمنية لحدثتكم. قال: قلنا أصلحك الله، حدثنا فلسنا نقول ما يقول الناس، فقال: إني رأيت رسول الله في منامي، " فقال: إنك شاهد معنا الجمعة ". وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي، ثنا خلف بن تميم، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البجلي، ثنا عبد الله بن عمير حدثني كثير الصلت قال: دخلت على عثمان وهو محصور، فقال لي: يا كثير ما أراني إلا مقتولا يومي هذا قال: قلت ينصرك الله على عدوك يا أمير المؤمنين، قال: ثم أعاد علي فقلت وقت لك في هذا اليوم شئ أو قيل لك شئ؟ قال: لا! ولكني سهرت في ليلتي هذه الماضية، فلما كانت وقت السحر أغفيت إغفاءة فرأيت فيما يرى النائم رسول الله ، وأبا بكر وعمر، ورسول الله يقول لي: يا عثمان الحقنا لا تحبسنا، فإنا ننتظرك " قال: فقتل من يومه ذلك. وقال ابن أبي الدنيا ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا يزيد بن هارون، عن فرج بن فضالة، عن مروان بن أبي أمية عن عبد الله بن سلام. قال: أتيت عثمان لأسلم عليه وهو محصور، فدخلت عليه فقال: مرحبا بأخي، رأيت رسول الله الليلة في هذه الخوخة - قال: وخوخة في البيت - فقال: " يا عثمان حصروك قلت: نعم! قال: عطشوك؟ قلت: نعم! فأدلى دلوا فيه ماء فشربت حتى رويت حتى إني لأجد برده بين ثديي وبين كتفي، وقال لي: إن شئت نصرت عليهم، وإن شئت أفطرت عندنا، فاخترت أن أفطر عنده " فقتل ذلك اليوم.

وقال محمد بن سعد: أنا عفان بن مسلم، ثنا وهيب، ثنا داود، عن زياد بن عبد الله، أم هلال بنت وكيع عن امرأة عثمان - قال: وأحسبها بنت الفرافصة - قالت: أعفى عثمان مستيقظ قال: إن القوم يقتلوني، قلت: كلا يا أمير المؤمنين. قال: إني رأيت رسول الله وأبو بكر وعمر، فقالوا: أفطر عندنا الليلة، أو إنك مفطر عندنا الليلة (١). وقال الهيثم بن


(١) طبقات ابن سعد ج ٣/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>