للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق أخرى قال الحافظ البيهقي في الدلائل: أخبرنا أبو علي الروزباري أنا أبو محمد بن عمرو بن شوذب المقري الْوَاسِطِيُّ بِهَا ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا أَبُو [نُعَيْمٍ] (١) الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ - هُوَ الثَّوْرِيُّ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَجَعَلَ يَقُولُ: الْتَمِسُوا الْمُخْدَجَ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، قَالَ: فَأَخَذَ يَعْرَقُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا كَذبت وَلَا كُذبتُ، فَوَجَدُوهُ فِي نهرٍ أَوْ داليةٍ فَسَجَدَ.

طَرِيقٌ أُخْرَى قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا أَبُو مُؤْمِنٍ.

قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ قُتِلَ الْحَرُورِيَّةُ وَأَنَا مَعَ مَوْلَايَ فَقَالَ: انْظُرُوا فَإِنَّ فيهم رجلا إحدى يدي مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، وَأَخْبَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي صَاحِبُهُ، فَقَلَّبُوا الْقَتْلَى فَلَمْ يَجِدُوهُ، وَقَالُوا: سَبْعَةُ نَفَرٍ تَحْتَ النَّخْلَةِ لَمْ نقلبهم بعد، قال: وَيَلْكُمُ انْظُرُوا، قَالَ أَبُو مُؤْمِنٍ: فَرَأَيْتُ فِي رِجْلَيْهِ حَبْلَيْنِ يَجُرُّونَهُ بِهِمَا حَتَّى أَلْقَوْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَخَرَّ عَلِيٌّ سَاجِدًا وَقَالَ: أَبْشِرُوا قَتْلَاكُمْ فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ، ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَى أَبُو موسى عَنْ عَلِيٍّ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.

طَرِيقٌ أُخْرَى قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا إسحاق بن سليمان الرَّازيّ، سمعت أبا سفيان عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِشَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ - يَعْنِي أَبَا وَائِلٍ - حَدِّثْنِي عَنْ ذِي الثُّدَيَّةِ، قَالَ: لَمَّا قَاتَلْنَاهُمْ قَالَ عَلِيٌّ: اطْلُبُوا رَجُلًا عَلَامَتُهُ كَذَا وَكَذَا، فَطَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ، فَبَكَى وَقَالَ: اطْلُبُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَذبت وَلَا كُذِبْتُ، قَالَ: فَطَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ فَبَكَى وَقَالَ: اطْلُبُوهُ فَوَاللَّهِ مَا

كَذبت وَلَا كُذِبْتُ، قَالَ: فَطَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ قَالَ: وَرَكِبَ بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ فَطَلَبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ تَحْتَ بَرْدِيٍّ فَلَمَّا رَآهُ سَجَدَ.

ثُمَّ قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَى حَبِيبٌ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَلِيٍّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ.

طَرِيقٌ أُخْرَى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو الْقَوَارِيرِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا جَمِيلُ بن مرة، عن أبي الوضي قال: شهدت علياً حين قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ قَالَ: الْتَمِسُوا الْمُخْدَجَ: فَطَلَبُوهُ فِي الْقَتْلَى فَقَالُوا لَيْسَ نَجِدُهُ فَقَالَ: ارْجِعُوا فَالْتَمِسُوهُ فَوَاللَّهِ مَا كَذبت وَلَا كُذبتُ، فَرَجَعُوا فَطَلَبُوهُ فَرَدَّدَ ذَلِكَ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا كَذبت وَلَا كُذِبْتُ، فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ تحت القتلى في طين


(١) من الدلائل ٦ / ٤٣٣.
(*)

<<  <  ج: ص:  >  >>