للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا فقال: لا! إلا هاذاك الراكع - لعلي - أعطاني خاتمه. وقال الحافظ ابن عساكر: أنا خالي أبو المعالي القاضي أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو العباس أحمد بن محمد الشاهد، ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرملي، ثنا القاضي جملة بن محمد، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو نعيم الأحول، عن موسى بن قيس، عن سلمة قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت … (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) … وهذا لا يصح بوجه من الوجوه لضعف أسانيده ولم ينزل في علي شئ من القرآن بخصوصيته وكل ما يريدونه في قوله تعالى … (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * [الرعد: ٧] وقوله … (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)[الانسان: ٨] وقوله • (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر)[التوبة: ١٩] وغير ذلك من الآيات والأحاديث الواردة في أنها نزلت في علي لا يصح شئ منها، وأما قوله تعالى … (هذان خصمان اختصموا في ربهم)[الحج: ١٩] فثبت في الصحيح أنه نزل في علي وحمزة وعبيدة من المؤمنين، وفي عتبة وشيبة والوليد بن عتبة من الكافرين. وما روي عن ابن عباس أنه قال: ما نزل في أحد من الناس ما نزل في علي. وفي رواية عنه أنه قال: نزل فيه ثلاثمائة آية فلا يصح ذلك عنه لا هذا ولا هذا.

حديث آخر: قال أبو سعيد بن الأعرابي: ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا العباس بن بكار، أبو الوليد، ثنا عبد الله بن المثنى الأنصاري عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس، قال: " كان رسول الله جالسا بالمسجد وقد أطاف به أصحابه إذ أقبل علي فسلم ثم وقف فنظر مكانا يجلس فيه فنظر رسول الله إلى وجوه أصحابه أيهم يوسع له - وكان أبو بكر عن يمين رسول الله جالسا - فتزحزح أبو بكر عن مجلسه وقال: ها هنا يا أبا الحسن، فجلس بين رسول الله وبين أبي بكر فرأينا السرور في وجه رسول الله ، ثم أقبل على أبي بكر فقال: يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لأهل الفضل " فأما الحديث الوارد عن علي وحذيفة مرفوعا " علي خير البشر، من أبي فقد فكر ومن رضي فقد شكر " فهو موضوع من الطريقين معا قبح الله من وضعه واختلقه.

حديث آخر: قال أبو عيسى الترمذي: ثنا إسماعيل بن موسى (١) بن عمر الرومي، ثنا شريك، عن كهيل (٢)، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي عن علي قال: قال رسول الله : " أنا دار الحكمة وعلي بابها " ثم قال هذا الحديث غريب قال: وروى بعضهم هذا الحديث عن ابن عباس قلت: رواه سويد بن سعيد، عن شريك، عن سلمة عن الصنابحي عن علي مرفوعا: " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت باب المدينة " وأما حديث ابن عباس


(١) في جامع الترمذي ٥/ ٦٣٧: ثنا إسماعيل بن موسى حدثنا محمد بن عمر بن الرومي.
(٢) في الترمذي: عن سلمة بن كهيل. ح ٣٧٢٣ ص ٥/ ٦٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>