للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غنيكم لفقيركم قال رب فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال رب فإني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعماية ضعف قال رب اجعلهم أمتي قال: تلك أمة أحمد. قال ربي إني أجد في الألواح أمة هم المشفعون المشفوع لهم فاجعلهم أمتي قال: تلك أمة أحمد … قال قتادة فذكر لنا أن موسى نبذ الألواح وقال اللهم اجعلني من أمة أحمد. وقد ذكر كثير من الناس ما كان من مناجاة موسى وأوردوا أشياء كثيرة لا أصل لها ونحن نذكر ما تيسر ذكره من الأحاديث والآثار بعون الله وتوفيقه وحسن هدايته ومعونته وتأييده.

قال الحافظ أبو حاتم محمد بن حاتم بن حبان في صحيحه: ذكر سؤال كليم الله ربه ﷿ عن أدنى أهل الجنة وأرفعهم منزلة " أخبرنا عمر بن سعيد الطائي ببلخ (١) حدثنا حامد بن يحيى البلخي، حدثنا سفيان، حدثنا مطرف بن طريف وعبد الملك بن أبجر شيخان صالحان [قالا]: سمعنا الشعبي يقول: سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر عن النبي : " إن موسى سأل ربه ﷿: أي أهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال: رجل يجيئ بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقال [له] أدخل الجنة. فيقول: كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخاذاتهم (٢)؟ فيقال له: [أ] ترضى أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: نعم أي رب، فيقال: لك هذا ومثله ومثله فيقول: أي رب رضيت، فيقال له: لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك. وسأل ربه: أي أهل الجنة أرفع منزلة؟ قال: سأحدثك عنهم، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " … ومصداق ذلك في كتاب الله ﷿ (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين الآية) وهكذا رواه مسلم والترمذي (٣) كلاهما عن ابن أبي عمر عن سفيان - وهو ابن عيينة - به ولفظ مسلم: " فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب فيقول (٤): لك ذلك ومثله ومثله ومثله، فيقول في الخامسة: رضيت رب فيقال: هذا لك وعشرة أمثاله. ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك، فيقول رضيت رب. قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرس (٥) كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلم تر عين


(١) في النسخ المطبوعة: بمنبج وهو تحريف.
(٢) أخاذاتهم: قال القاضي: هو ما أخذوه من كرامة مولاهم، وحصلوه.
(٣) أخرجه مسلم في ١ كتاب الايمان ٨٤ باب أدنى أهل الجنة ح ٣١٢/ ١٨٩ ص ١/ ١٧٦ والترمذي في ٤٨ كتاب تفسير القرآن باب ٣٣ ومن سورة السجدة ح ٣١٩٨.
(٤) في نسخة: فيقال له، وأثبتنا ما جاء عند مسلم.
(٥) أردت: اخترت واصطفيت.
غرس: وعند مسلم غرست معناه: اصطفيتهم وتوليتهم فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير.

<<  <  ج: ص:  >  >>