للذين آمنوا يغفرون لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أيام الله) [الجاثية: ١٣] قال هم الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم.
ثم قرأ (وذكَّرهم بأيَّام الله) [ابراهيم: ٥] قال: أيامه نعمه ونقمه.
(فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول) [النساء: ٥٨] فردوه إلى كتاب الله وإلى رسوله ما دام حياً، فإذا مات فإلى سنته.
(وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) [لقمان: ٢٠] قال: أما الظاهرة فالإسلام والقرآن والرسول والرزق، وأما الباطنة فما ستر من العيوب والذنوب.
وروى الحكم عن مجاهد قال: لما قدمت مكة نساء على سليمان عليه السلام رأت حطباً جزلاً فقالت لغلام سليمان: هل يعرف مولاك كم وزن دخان هذا الحطب؟ فقال الغلام: دعي مولاي أنا أعرف كم وزن دخانه، فكيف مولاي؟ قالت: فكم وزنه؟ فقال الغلام: يوزن الحطب ثم يحرق الحطب ويوزن رماده فما نقص فهو دخانه.
وقال في قوله تعالى: (ومن لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هم الظالمون) [الحجرات: ١١] قال: من
لم يتب إذا أصبح وإذا أمسى فهو مِنَ الظَّالِمِينَ.
وقال ما من يوم ينقضي من الدنيا إلا قال ذلك اليوم: الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها، ثم يطوى عليه فيختم إلى يوم القيامة، حتَّى يَكُونَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ هُوَ الَّذِي يفض خاتمه.
وقال في قوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ من يشاء) [البقرة: ٢٦٩] قال: العلم والفقه، وقال إذا ولي الأمر منكم الفقهاء.
وفي قوله تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الانعام: ١٥٣] قال: البدع والشبهات.
وقال: أفضل العبادة الرأي الحسن - يعني اتباع السنة - وقال: ما أدري أي النعمتين أفضل، أن هداني للإسلام، أو عافاني من الأهواء؟.
وقال في رواية: أولو الأمر منكم، أصحاب محمد، وربما قال: أولو العقل والفضل فِي دِينِ اللَّهِ عزوجل (بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ) [الرعد: ٣١] قال السرية.
(وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: ٨] .
قال: السوس في الثياب.
(وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) [مريم: ٣] قال: الأضراس.
(حَفِيّاً) قال رحيماً.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب محمد بن أبي حاتم بخط يده: حدثنا بشر بن الحارث حدثنا يحيى بن يمان عن عثمان بن الأسود عن مجاهد.
قال: لو أنَّ رجلاً أنفق مثل أحد في طاعة الله عزوجل لم يكن من المسرفين.
وفي قوله تعالى (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) [الرعد: ١٤] قال: العداوة (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) [الرحمن: ٢٠] قال: بينهما حاجز من الله فلا يبغي الحلو على المالح ولا المالح على الحلو.
وقال ابن مندة: ذكر محمَّد بن حميد: حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنِ الْأَعْمَشِ قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها، قال: وذهب إلى حضر موت إلى بئر برهوت قال: وذهب إلى بابل، قال: وعليها والٍ صديق لمجاهد: فقال مجاهد: تعرض على هاروت وماروت، قال: فدعا رجلاً من السحرة فقال: اذهب بهذا فاعرض عليه هاروت وماروت.
فقال اليهودي: بشرط أن لا تدعو الله عندهما، قال مجاهد: فذهب بي إلى قلعة فقطع منها حجراً ثم قال: خذ برجلي، فهوى بي حتى انتهى إلى حوبة، فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين العظيمين، فلما رأيتهما