للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلغني إن عيسى عليه السلام كان يقول: طوبى للمؤمن كيف يخلفه الله فيمن ترك بخير.

وقال الفضيل بن عياض عن عبيد المكتب عن مجاهد في قوله تعالى (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) [البقرة ١٦٦] الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا.

وروى سفيان بن عيينة عن سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً ولا ذمة) [التوبة: ١١] قال: الإل الله عزوجل.

وقال في قوله تعالى (بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لكم) [هود: ٨٥] طاعة الله عز وجل.

وفي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن: ٤٦] قال: هو الذي يذكر الله عند الهم بالمعاصي.

وقال الفضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) [الفتح: ٢٩] الخشوع.

وفي قوله تعالى: (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: ٢٣٨] قال: القنوت الركود والخشوع وغض البصر، وخفض الجناح من رهبة الله.

وكان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة هاب الرحمن أن يشد بصره أو يلتفت أو يقلب الحصا، أو يعبث بشئ أو يحدث نفسه بشئ من الدنيا.

إلا خاشعا ما دام في صلاته.

وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا أبو عمرو، حدثنا ابن إدريس، حدثني عقبة بن إسحاق - وأثنى عليه خيراً حدثنا ليث عن مجاهد.

قال: كنت إذا رأيت العرب استخفيتها وجدتها من وراء دينها، فإذا دخلوا في الصلاة فكأنما أجساد ليست فيها أرواح.

وروى الأعمش عنه قال: إنما القلب منزلة الكف، فإذا أذنب الرجل ذنباً قبض هكذا - وضم الخنصر حتى ضم أصابعه كلها

إصبعاً إصبعاً - قال: ثم يطبع، فكانوا يرون ذلك الران: قال الله تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: ١٤] وروى قبيصة عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيئته) [البقرة: ٨١] قال الذنوب تحيط بالقلوب كالحائط المبني على الشئ المحيط، كلما عمل ذنباً ارتفعت حتى تغشى القلب حتى تكون هكذا - ثم قبض يده - ثم قال: هو الران.

وفي قوله (بِمَا قدم وأخر) [القيامة: ١٣] قال: أول عمل العبد وآخره (وَإِلَى ربك فارغب) [الانشراح: ٨] قال: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فاجعل رغبتك إليه، ونيتك له.

وعن منصور عن مجاهد (النفس المطمئنة) [الفجر: ٢٧] قال: هي النفس التي قد أيقنت أن الله ربها وضربت حاشا لأمره وطاعته.

وروى عبد الله بن المبارك عن ليث عن مجاهد: قال: ما من ميت يموت إلا عرض عليه أهل مجلسه، إِنْ كَانَ مِنْ أهل الذكر فمن أهل الذكر، وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو.

وقال أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، قال: قال إبليس: إن يعجزني ابن آدم فلن يعجزني من ثلاث خصال: أخذ مال بغير حق، وإنفاقه في غير حقه (١) .


(١) كذا بالاصل ... (*)

<<  <  ج: ص:  >  >>