وقال الطبراني: حدثنا محمد بن النضر، حدثنا علي بن بحر بن بري، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثنا عبد الصمد بن معقل.
قال سمعت وهباً يقول: في مزامير آل داود: طوبى لمن يسلك سبيل الحطابين ولا يجالس البطالين، وطوبى لمن يسك طريق الأئمة ويستقيم على عبادة ربه، فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا تزال فيها الحياة، ولا تزال خضراء.
وروى الطبراني أيضاً عنه قال: إذا قامت الساعة صرخت الحجارة صراخ النساء، وقطرت العضاه دماً.
وروي عنه أنه قال: ما من شئ إلا يبدو صغيراً ثم يكبر، إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر وروي عنه أيضاً أنه قال: وقف سائل على باب داود عليه السلام، فقال: يا أهل بيت النبوة تصدقوا علينا بشئ رزقكم الله رزق التاجر المقيم في أهله.
فقال داود: أعطوه، فوالذي نفسي بيده إنها لفي الزبور.
وقال: من عرف بالكذب لم يجز صدقه، ومن عرف بالصدق ائتمن على حديثه، ومن أكثر الغيبة والبغضاء لم يوثق منه بالنصيحة، ومن عرف بالفجور والخديعة لم يؤمن إليه في المحنة، ومن انتحل فوق قدره
جحد قدره، ولا تستحسن فيك ما تستقبح في غيرك.
هذه الآثار رواها الطبراني عنه من طرق.
وروى داود بن عمرو عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بن خيثم.
قال: قدم علينا وهب مكة فطفق لا يشرب ولا يتوضأ إلا من زمزم، فقيل له: مالك في الماء العذب؟ فقال: ما أنا بالذي أشرب وأتوضأ إلا من زمزم حتى أخرج منها، إنكم لا تدرون ما ماء زمزم، والذي نفسي بيده إنها لفي كتاب الله طعام طعم، وشفاء سقم، ولا يعمد أحد إليها يتضلع منها رياً، ابتغاء بركتها، إلا نزعت منه داء وأحدثت له شفاء.
وقال: النظر في زمزم عبادة.
وقال: النظر فيها يحط الخطايا حطاً.
وقال وهب: مسخ بختنصر أسداً فكان ملك السباع، ثم مسخ نسراً فكان ملك الطيور، ثم مسخ ثوراً فكان ملك الدواب، وهو في كل ذلك يعقل عقل الإنسان، وكان ملكه قائماً يدبر، ثمَّ ردَّ الله عليه روحه إلى حالة الإنسان، فدعا إلى توحيد الله وقال: كل إله باطل إلا إله السماء.
فقيل له: أمات مؤمناً؟ فقال: وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم: آمن قبل أن يموت، وقال بعضهم: قتل الأنبياء، وحرق الكتب، وحرق بيت المقدس، فلم يقبل منه التوبة.
هكذا رواه الطَّبرانيّ عن محمد بن أحمد بن الفرج، عن عباس بن يزيد، عن عبد الرزاق، عن بكار بن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يقول، فذكره.
وقال وهب: كان رجل بمصر فسألهم ثلاثة أيام أن يطعموه فلم يطعموه، فمات في اليوم الرابع فكفنوه ودفنوه، فأصبحوا فوجدوا الكفن في محرابهم مكتوب عليه: قتلتموه حياً وبررتموه ميتاً؟ قال يحيى: فأنا رأيت القرية التي مات فيها ذلك الرجل، وما بها أحد إلا وله بيت ضيافة، لا غني ولا فقير هكذا رواه يحيى بن عبد الباقي عن علي بن الحسن، عن عبد الله بن أخي وهب، قال: حدثني عمي وهب بن منبه فذكره.
قال: وأهل القرية يعترفون بذلك.
فمن ثم اتخذوا بيوتاً للضيفان والفقراء خوفاً من ذلك.
وقال عبد الرزاق عن بكار عن وهب.
قال: إذا دخلت الهدية من الباب