للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقُولَا لَهُ أَأَنْتَ سَوَّيْتَ هَذِهِ * بِلَا وَتَدٍ حَتَّى اِطْمَأَنَّتْ كَمَا هِيَا (١) وَقُولَا لَهُ أَأَنْتَ رَفَعْتَ هَذِهِ * بِلَا عَمَدٍ أَرْفِقْ إِذًا بِكَ بَانِيَا (٢) وَقُولَا لَهُ أَأَنْتَ سَوَّيْتَ وَسْطَهَا * مُنِيرًا إذا ماجنه اَللَّيْلُ هَادِيَا وَقُولَا لَهُ مَنْ يُرْسِلُ اَلشَّمْسَ غَدْوَةً * فَيُصْبِحُ مَا مَسَّتْ مِنَ اَلْأَرْضِ ضَاحِيَا

وَقُولَا لَهُ مَنْ يُنْبِتُ اَلْحَبَّ فِي اَلثَّرَى * فَيُصْبِحُ مِنْهُ اَلْبَقْلُ يَهْتَزُّ رَابِيَا وَيُخْرِجُ مِنْهُ حبه في رؤسه * وَفِي ذَاكَ آيَاتٌ لِمَنْ كَانَ وَاعِيَا وَأَنْتَ بفضل منك نجيت يونسا * وقد بات في أضعاف حوت لياليا وإني [و] لو سَبَّحْتُ بِاسْمِكَ رَبَّنَا * لِأُكْثِرَ إِلَّا مَا غَفَرْتَ خَطَائِيَا (٣) فَرَبَّ اَلْعِبَادِ أَلْقِ سَيْبًا وَرَحْمَةً * عَلَيَّ وَبَارِكْ فِي بَنِيَّ وَمَالِيَا فَإِذَا عُلِمَ هَذَا فَالْكَوَاكِبُ الَّتِي فِي السَّماء مِنَ الثَّوَابِتِ وَالسَّيَّارَاتِ الْجَمِيعُ مَخْلُوقَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى كَمَا قَالَ [تعالى] : (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٤) وَأَمَّا مَا يَذْكُرُهُ كَثِيرٌ مِنَ المفسِّرين فِي قِصَّةِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ مِنْ أَنَّ الزُّهْرَةَ كَانَتِ امرأة فَرَاوَدَاهَا عَلَى نَفْسِهَا فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ يُعَلِّمَاهَا الِاسْمَ الْأَعْظَمَ فَعَلَّمَاهَا فَقَالَتْهُ فَرُفِعَتْ كَوْكَبًا إِلَى السَّمَاءِ فَهَذَا أَظُنُّهُ مِنْ وَضْعِ الْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَإِنْ كان قد أخرجه كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَتَلَقَّاهُ عَنْهُ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ فَذَكَرُوهُ عَلَى سَبِيلِ الْحِكَايَةِ وَالتَّحْدِيثِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

وَقَدْ رُوي الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ فِي ذَلِكَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا * وَفِيهِ: " فَمَثَّلَتْ لَهُمَا الزَّهْرَةُ امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ فَجَاءَتْهُمَا فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا " وَذَكَرَ الْقِصَّةَ.

وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ بِهِ.

وَهَذَا أَصَحُّ وَأَثْبَتُ.

وَقَدْ رَوَى الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ ابْنِ عبَّاس فَذَكَرَهُ وَقَالَ فِيهِ وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ امْرَأَةٌ حُسْنُهَا فِي النِّسَاءِ كَحُسْنِ الزُّهْرَةِ فِي سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَذَكَرَ تَمَامَهُ * وَهَذَا أَحْسَنُ لَفْظٍ رُوِيَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَهَكَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هرون حدثنا مبشر بن عبيد عن يزيد بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عيسى حدثنا عبد الأعلى حدثنا إبرهيم بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ سُهَيْلًا فَقَالَ: " كَانَ عَشَّارًا ظَلُومًا فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا " ثُمَّ قَالَ لَمْ يروه عن


(١) هذه: يريد الارض.
(٢) هذه: المراد السماء.
(٣) المراد: إني لاكثر من الدعاء: باسمك ربنا إلا ما غفرت..وما " زائدة.
والتسبيح هنا: الصلاة أي: أنا لا اعتمد في صلاتي إلا على دعائك واستغفارك.
(٤) سورة فصلت الاية ١٢.
[*]

<<  <  ج: ص:  >  >>