للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَيْرُهُ: صَامَ عِشْرِينَ سَنَةً لَا يَعْلَمُ بِهِ أحدى لا من أهله ولا من غيره.

وَتُوُفِّيَ فِي مَسْجِدٍ وَهُوَ مُقَنَّعٌ فَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ إِلَّا بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ.

إِسْمَاعِيلُ بن أحمد بن سامان أحد ملوك خراسان وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عَمْرَو بْنَ اللَّيْثِ الصَّفَّارَ الخارجي، وكتب بذلك إلى

الْمُعْتَضِدِ فَوَلَّاهُ خُرَاسَانَ ثُمَّ وَلَّاهُ الْمُكْتَفِي الرَّىَّ وما وراء النهر وبلاد الترك، وقد غزا بلادهم وأوقع بهم بأساً شديداً، بنى الرُّبُطَ فِي الطُّرُقَاتِ يَسَعُ الرِّبَاطُ مِنْهَا أَلْفَ فَارِسٍ، وَأَوْقَفَ عَلَيْهِمْ أَوْقَافًا جَزِيلَةً، وَقَدْ أَهْدَى إِلَيْهِ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الليث هدايا جزيلة مِنْهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ جَوْهَرَةً زِنَةُ كُلِّ جَوْهَرَةٍ منها ما بين السبع مَثَاقِيلَ إِلَى الْعَشَرَةِ، وَبَعْضُهَا أَحْمَرُ وَبَعْضُهَا أَزْرَقُ قِيمَتُهَا مِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى الْخَلِيفَةِ الْمُعْتَضِدِ وَشَفَعَ فِي طَاهِرٍ فَشَفَّعَهُ فِيهِ.

وَلَمَّا مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَبَلَغَ الْمُكْتَفِيَ مَوْتُهُ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ أَبِي نُوَاسٍ: لَنْ يخلفَ الدهر مثلهم أبداً * هيهاتِ هيهاتِ شأنهُ عجبُ الْمَعْمَرِيُّ الْحَافِظُ صَاحِبُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ أَبُو عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ (١) الْحَافِظُ، رَحَلَ وَسَمِعَ مِنَ الشُّيُوخِ وَأَدْرَكَ خَلْقًا مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَيَحْيَى بن معين، وعنه ابن صاعد والنجاد والجلدي، وَكَانَ مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ وَحُفَّاظِ الْحَدِيثِ، صَدُوقًا ثَبْتًا، وَقَدْ كَانَ يُشَبِّكُ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ مِنَ الْكِبَرِ، لِأَنَّهُ جَاوَزَ الثَّمَانِينَ، وَكَانَ يُكَنَّى أَوَّلًا بِأَبِي الْقَاسِمِ، ثُمَّ بِأَبِي عَلِيٍّ، وَقَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْبَرْتِيِّ عَلَى الْقَصْرِ وَأَعْمَالِهَا وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ الْمَعْمَرِيُّ بِأُمِّهِ أُمِّ الْحَسَنِ بِنْتِ أَبِي سفيان صاحب معمر بن راشد.

وقد صنف المعمري كتاباً جيداً في عمل يوم وليلة، واسمه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ أَبُو عَلِيٍّ المعمري، توفي ليلة الجمعة لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ وَاسْمُ أَبِي شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو شُعَيْبٍ الْأُمَوِيُّ الحرَّاني الْمُؤَدِّبُ الْمُحَدِّثُ ابْنُ الْمُحَدِّثِ.

وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، سمع أَبَاهُ وَجَدَّهُ وَعَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ وَأَبَا خَيْثَمَةَ، كَانَ صَدُوقًا ثِقَةً مَأْمُونًا.

تُوُفِّيَ فِي ذِي الحجة منها.

علي بن أحمد المكتفي بالله تقدم ذكره.

أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (٢) بْنِ نصر أبو جعفر الترمذي الفقيه الشافعي، كان من أهل العلم والزهد، ووثقه الدارقطني، كان مأموناً ناسكاً، وقال


(٤) قيل له المعمري نسبة إلى جده لأمه محمد بن سفيان بن حميد المعمري، وكان صاحب معمر ببغداد.
(١) من تذكرة الحفاظ ١ / ٦٣٩ وفي الاصل: محمد (*) .

<<  <  ج: ص:  >  >>