للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحيح ولهذا الحديث طرق أخر عن أبي هريرة. وقال أبو يعلى الموصلي: حدثنا زهير، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال خط رسول الله في الأرض أربع خطوط فقال: " أتدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله : " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون " ورواه النسائي من طرق عن داود بن أبي هند. وقد رواه ابن عساكر من طريق أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث، حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، نبأنا بشر بن مهران بن حمدان، حدثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله : " حسبك منهن أربع سيدات نساء العالمين: فاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، وآسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران ". وقال أبو القاسم البغوي حدثنا وهب بن بقية (١) حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة أنها قالت لفاطمة: أرأيت حين أكببت على رسول الله فبكيت ثم ضحكت؟ قالت أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت. وأصل هذا الحديث في الصحيح (٢). وهذا إسناد على شرط مسلم وفيه انهما أفضل الأربع المذكورات. وهكذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا جرير، عن يزيد هو ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم (٣) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران " (٤). إسناد حسن وصححه الترمذي ولم يخرجوه وقد روى نحوه من حديث علي بن أبي طالب ولكن في إسناده ضعف. والمقصود أن هذا يدل على أن مريم وفاطمة أفضل هذه الأربع. ثم يحتمل الاستثناء أن تكون مريم أفضل من فاطمة ويحتمل أن يكونا على السواء في الفضيلة لكن ورد حديث إن صح عين الاحتمال الأول. فقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: أنبأنا أبو الحسن بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا الزبير هو ابن بكار، حدثنا محمد بن الحسن، عن عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : " سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة


(١) في نسخ البداية المطبوعة: ابن منبه وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي باب منقبة فاطمة (٥: ٦٥) ميمنية. وأخرجه مسلم في ٤٤/ ١٥ وأخرجه أحمد في مسنده ٦/ ٧٧ - ٢٤٠ وأخرجه البيهقي في الدلائل ج ٧/ ١٦٤ وابن سعد في الطبقات ٢/ ٢٤٧.
(٣) في نسخ المطبوعة نعيم وهو تحريف وما أثبتناه مناسب لما في الحديث في المسند: نعم.
(٤) مسند أحمد ج ٣/ ٦٤، ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>