للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحتمل أن يكون عاما بالنسبة إلى المذكورات وغيرهن ويحتمل أن يكون عاما بالنسبة إلى ما عدي المذكورات والله أعلم.

والمقصود ههنا ذكر ما يتعلق بمريم بنت عمران فإن الله طهرها واصطفاها على نساء عالمي زمانها ويجوز أن يكون تفضيلها على النساء مطلقا كما قدمنا. وقد ورد في حديث أنها تكون من أزواج النبي في الجنة هي وآسية بنت مزاحم. وقد ذكرنا في التفسير عن بعض السلف أنه قال ذلك واستأنس بقوله: (ثيبات وأبكارا) [التحريم: ٥] قال فالثيب آسية ومن الأبكار مريم بنت عمران. وقد ذكرناه في آخر سورة التحريم فالله أعلم.

قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن ناجية، حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي، أنبأنا عمي الحسين، حدثنا يونس بن نفيع، عن سعد بن جنادة، هو العوفي، قال: قال رسول الله : " إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى " (١). وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا إبراهيم بن عرعرة، حدثنا عبد النور بن عبد الله، حدثنا يونس بن شعيب، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : " أشعرت أن الله زوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثم أخت موسى " رواه ابن جعفر العقيلي من حديث عبد النور به وزاد فقلت هنيئا لك يا رسول الله. ثم قال العقيلي وليس بمحفوظ. وقال الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن عن يعلى بن المغيرة عن ابن أبي داود قال: دخل رسول الله على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه فقال لها: " بالكره مني ما أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون " قالت وقد فعل الله بك ذلك يا رسول الله؟ قال: " نعم " قالت بالرفاء والبنين " (٢). وروى ابن عساكر من حديث محمد بن زكريا الغلابي: حدثنا العباس بن بكار، حدثنا أبو بكر الهزلي، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله دخل على خديجة وهي في مرض الموت فقال: " يا خديجة إذا لقيت ضرائرك فاقرئهن مني السلام قالت: يا رسول الله وهل تزوجت قبلي قال: لا ولكن الله زوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثم أخت موسى ". وروى ابن عساكر من طريق سويد بن سعيد: حدثنا محمد بن صالح بن عمر، عن الضحاك. ومجاهد، عن ابن عمر قال نزل جبريل إلى رسول الله بما أرسل به وجلس يحدث رسول الله إذ مرت خديجة فقال جبريل من هذه يا محمد؟ قال: هذه صديقة أمتي، قال جبريل: معي إليها رسالة من الرب ﷿ يقرئها السلام، ويبشرها ببيت في الجنة من قصب بعيد من اللهب لا نصب فيه


(١) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٢١٨ وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(٢) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٢١٨ عن أبي رواد. وقال: رواه الطبراني منقطع الاسناد وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>