قَالَ ابْنُ السَّاعِي: وَفِيهَا سقط أحمد بن أمير المؤمنين المستضئ من قبة شاهقة إلى الأرض فسلم، ولكن نبت يده اليمنى وساعده اليسرى، وانسلخ شئ مِنْ أَنْفِهِ، وَكَانَ مَعَهُ خَادِمٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ نَجَاحٌ، فَلَمَّا رَأَى سَيِّدَهُ قَدْ سَقَطَ ألقى هو نفسه أيضاً خلفه، وقال: لا حاجة لي في الحياة بَعْدَهُ، فَسَلِمَ أَيْضًا، فَلَمَّا صَارَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ النَّاصِرِ - وَهُوَ هَذَا الَّذِي قَدْ سَقَطَ - لَمْ يَنْسَهَا لِنَجَاحٍ هَذَا، فَحَكَّمَهُ فِي الدولة وأحسن إليه، وقد كانا صغيرين لما سقطا.