التتر وعاد بعد يومين ولم يتفق اجتماعه به، حَجَبَهُ عَنْهُ الْوَزِيرُ سَعْدُ الدِّينِ وَالرَّشِيدُ مُشِيرُ الدولة المسلماني ابن يَهُودَى، وَالْتَزَمَا لَهُ بِقَضَاءِ الشُّغْلِ، وَذَكَرَا لَهُ أن التتر لم يحصل لكثير منهم شئ إلى الآن، ولا بد لهم من شئ، وَاشْتُهِرَ بِالْبَلَدِ أَنَّ التَّتَرَ يُرِيدُونَ دُخُولَ دِمَشْقَ فَانْزَعَجَ النَّاسُ لِذَلِكَ وَخَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا، وَأَرَادُوا الخروج منها والهرب على وجوههم، وأين الفرار وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ، وَقَدْ أُخِذَ مِنَ الْبَلَدِ فَوْقُ الْعَشَرَةِ آلَافِ فَرَسٍ، ثُمَّ فُرِضَتْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ عَلَى الْبَلَدِ مُوَزَّعَةً عَلَى أَهْلِ الْأَسْوَاقِ كل سوق بحسبه من المال، فلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.