للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخ الإسلام قاضي القضاة ابن البارزي شرف الدين أبو القاسم هبة الله بن قاضي القضاة نجم الدين عبد الرحيم بن الْقَاضِي شَمْسِ الدِّينِ أَبِي الطَّاهِرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هبة الله بن مسلم بن هبة الله الجهيني الْحَمَوِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبَارِزِيِّ قَاضِي الْقُضَاةِ بِحَمَاةَ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِ الْكَثِيرَةِ الْمُفِيدَةِ فِي الْفُنُونِ الْعَدِيدَةِ، وُلِدَ فِي خَامِسِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ وَحَصَّلَ فُنُونًا كَثِيرَةً، وَصَنَّفَ كتباً جما كثيرة (١) ، وكان حسن الأخلاق كثير الْمُحَاضَرَةِ حَسَنَ الِاعْتِقَادِ فِي الصَّالِحِينَ، وَكَانَ مُعَظَّمًا عند الناس، وأذن الجماعة من البلد فِي الْإِفْتَاءِ، وَعَمِيَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَهُوَ يَحْكُمُ مَعَ ذَلِكَ مُدَّةً، ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمَنْصِبِ لِحَفِيدِهِ نَجْمِ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ إبراهيم، وهو في ذلك لا يقطع نظره عن المنصب، وكانت وفاته لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ الْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الْعَشَاءَ وَالْوَتْرَ، فَلَمْ تَفُتْهُ فَرِيضَةٌ وَلَا نَافِلَةٌ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَدُفِنَ بعقبة نقيرين، وله من العمر ثلاث وتسعون سنة.

الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ الْبُرْهَانِ شَيْخُ الْحَنَفِيَّةِ بِحَلَبَ، شَارِحُ الْجَامِعِ الْكَبِيرِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا مُنْقَطِعًا عَنِ النَّاسِ، وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ الثَّامِنِ والعشرين من رجب، وكانت له معرفة بالعربية والقراءات، ومشاركات في علوم أخر رحمه الله، والله أعلم.

الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ بْنُ فَضْلِ اللَّهِ كَاتِبُ السِّرِّ هُوَ أَبُو الْمَعَالِي يَحْيَى بْنُ فَضْلِ الله بن المحلي بن دعجان بن خلف العدوي العمر ي، وُلِدَ فِي حَادِيَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْكَرَكَ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ وَأَسْمَعَهُ، وَكَانَ صَدْرًا

كَبِيرًا مُعَظَّمًا فِي الدَّوْلَةِ فِي حَيَاةِ أَخِيهِ شَرَفِ الدِّينِ وَبَعْدَهُ، وَكَتَبَ السِّرَّ بِالشَّامِ وبالديار المصرية، وكانت وفاته ليلة الأربعاء تاسع رمضان بديار مصر، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ بِالْقَرَافَةِ وَتَوَلَّى الْمَنْصِبَ بَعْدَهُ، ولده عَلَاءُ الدِّينِ، وَهُوَ أَصْغَرُ أَوْلَادِهِ الثَّلَاثَةِ الْمُعَيَّنِينَ لهذا المنصب.

الشيخ الإمام العلامة ابن الكتاني زين الدين بن الكتاني، شيخ الشافعية بديار مصر، وهو أبو حفص عمر بن أبي الحزم بن


(١) من مصنفاته: الاحكام على أبواب التنبيه، والاساس في معرفة آلة الناس، وتمييز التعجيز في الفروع، روضات جنات المحبين في تفسير القرآن المبين، وأسرار التنزيل، وتيسير الفتاوي من تحرير الحاوي (هدية العارفين ٢ / ٥٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>