قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم.)، في الآية وكلام النبي ﷺ نهى عن الرهبانية. قال الرازي في تفسيره: الحكمة في نهي الله تعالى عن الرهبانية فيها وجوه: - أن الرهبانية المفرطة والاحتراز التام عن الطيبات واللذات مما يوقع الضعف في الأعضاء الرئيسة التي هي القلب والدماغ، فتختل الفكرة وتشوش العقل. وأن أكمل السعادات إنما هو معرفة الله تعالى: فإذا كانت الرهبانية الشديدة مما يوقع الخلل في ذلك بالطريق الذي بيناه لا جرم وقع النهي عنها. - إن اشتغال النفس بطلب اللذات، إنما هو مسلم لكن في حق النفوس الضعيفة أما النفوس المستعلية الكاملة فإنها لا يكون استعمالها في الأعمال الحسية مانعا لها من الاستكمال بالسعادات العقلية; فالرهبانية الخالصة دليل على نوع من الضعف والقصور. - إن من استوفى اللذات الحسية كان غرضه منها الاستعانة بها على استيفاء اللذات العقلية. - الرهبانية التامة توجب خراب الدنيا وانقطاع الحرث والنسل. ١١/ ٧٠ - ٧١.