إن أنت ظهرت عليهم فاقتل ثلث رجالهم. وأخرب ثلث بلادهم واسب ثلث نسائهم وأبنائهم. (٢) تناول جواد علي في تاريخ العرب قبل الاسلام ج ٣/ ١٥٠ وما بعدها مسألتي علاقة الأحباش باليمن والنصرانية واليهودية في جنوب الجزيرة وأتى على كل الآراء التي أوردها العلماء في ذلك وخلاصاتها: تناول جواد علي في كتابه: تاريخ العرب قبل الاسلام (ج ٣ ص ١٥٠ وما يليها) مسألتي علاقة الأحباش باليمن والنصرانية واليهودية في جنوبي الجزيرة وأتى على كل الآراء التي أوردها العلماء في ذلك بتفصيل كامل، ونحن نورد خلاصة ذلك فيما يلي: ١ - من العلماء من يذهب إلى أن أصل الأحباش من جنوبي الجزيرة، هاجروا إلى العدوة الإفريقية لأسباب كثيرة، منها استيلاء البرثيين على سواحل بلاد العرب الشرقية، ومن هؤلاء العلماء أدوارد جلازر في كتابه " الأحباش ". ٢ - إن لفظ أثيوبيا يوناني معناه الوجه المحترق أو الأسود، وقد أطلق على أرض الحبشة وعلى مناطق واسعة لا تدخل في الحبشة اليوم تشمل جنوب مصر وسواحل أفريقيا المطلة على البحر الأحمر والمحيط الهندي جنوبي بلاد العرب، وهي تقابل لفظ كوش الوارد في التوراة، مما يدل على أن الاتصال كان وثيقا من قديم الزمان بين الشعوب التي تسكن هذه النواحي. ٣ - إن أصل الأحباش الذين هاجروا من جنوبي جزيرة العرب إلى أفريقية غير معروف. ٤ - لا يعرف على وجه التحديد مكان أرض " حبشت " في جزيرة العرب، والموضع الذي نزلوا فيه أول ما عبروا باب المندب. ويرى هرمل أن الحضارمة القدماء أقرب العرب الجنوبيين إلى الحبش الجنوبيين، بدليل تقارب اللهجة الحضرمية القديمة المبينة في المسند واللغة الحبشية. ٥ - يذهب جلازر إلى أن الحبش هاجروا إلى أفريقية بين سنتي ٣٧٠ و ٣٧٨ ميلادية، ويرى هرمل أن رحلتهم منها كانت سنة ٣٧٥، وكان ذلك في عهد ملكين من ملوك الحبش هما " الاعميدة " وابنه عيزان وكان عيزان يلقب بلقب بملك أكسوم وحمير وريدان والحبشة وسلح وتيماء وصيمو والبجة وقسو. وكان مركز الدولة في أكسوم، أي أن ما دخل في زمامها من بلاد العرب كان تابعا لها. ٦ - وحوالي سنة ٣٧٨ قام زعيم عربي اسمه " ملك كرب يهأمن " بطرد الأحباش من اليمن وأنشأ ملكا عربيا، وتلقب بملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات، وخلفه أبناه أبو كرب أسعد ورا أمر أيمن، وكانوا يعبدون إلها =