للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا من ذرية عمرو بن عامر الذي خرج من اليمن لأجل ما توقع من سيل العرم كما تقدم. وقيل إن خزاعة من بني إسماعيل فالله أعلم.

والمقصود أنهم اجتمعوا لحربهم وآذنوهم بالحرب واقتتلوا واعتزل بنو إسماعيل كلا الفريقين فغلبت خزاعة وهم بنو بكر بن عبد مناة وغبشان (١) وأجلوهم عن البيت فعمد عمرو (٢) بن الحارث بن مضاض الجرهمي وهو سيدهم إلى غزالي الكعبة وهما من ذهب وحجر الركن وهو الحجر الأسود وإلى سيوف محلاة وأشياء أخر فدفنها في زمزم وعلم زمزم وارتحل بقومه فرجعوا إلى اليمن. وفي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن مضاض (٣):

وقائلة والدمع سكب مبادر … وقد شرقت بالدمع منها المحاجر

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا … أنيس ولم يسمر بمكة سامر (٤)

فقلت لها والقلب مني كأنما … يلجلجه بين الجناحين طائر

بلى نحن كنا أهلها فأزالنا (٥) … صروف الليالي والجدود العواثر

وكنا ولاة البيت من بعد نابت … نطوف بذاك البيت والخير ظاهر

ونحن ولينا البيت من بعد نابت … بعز فما يحظى لدينا المكاثر

ملكنا فعززنا فأعظم بملكنا … فليس لحي غيرنا ثم فاخر

ألم تنكحوا من خير شخص علمته (٦) … فأبناؤه منا ونحن الأصاهر

فإن تنثني الدنيا علينا بحالها … فإن لها حالا وفيها التشاجر

فأخرجنا منها المليك بقدرة … كذلك يا للناس تجري المقادر (٧)


(١) بنو غبشان، منهم الحارث وهو غبشان بن عبد عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصى بطن من خزاعة.
(٢) في الأزرقي: مضاض بن عمرو; وكان مضاض حسب رواية الأزرقي قد انعزل عن جرهم بعد بغيهم ولم يشترك في القتال بينهم وبين خزاعة.
وبعد نصر خزاعة جاءهم بنو إسماعيل فسألوهم السكنى معهم وحولهم فأذنوا لهم. وأرسل مضاض يستأذن النزول مكة فرفضوا فانطلق مضاض نحو اليمن إلى أهله.
(٣) في الأزرقي مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض في قصيدة طويلة ١/ ٩٧. وفي المسعودي الحارث بن مضاض الأصغر. وفي ابن هشام عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض.
(٤) الحجون: الجبل المشرف على مسجد الحرس بأعلى مكة.
والصفا: مكان عال في أصل جبل أبي قبيس جنوبي المسجد الحرام.
(٥) في ياقوت والمسعودي: فأبادنا.
(٦) في الأزرقي: فانكح جدي خير شخص علمته.
(٧) في التيجان: بالانسان بدل يا للناس وفي الأزرقي بين الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>