للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عمر: والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت (١) بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل وهكذا ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة.

قال ابن هشام: ويقال عدنان بن أد يعني عدنان بن أد بن أدد (٢) ثم ساق أبو عمر بقية النسب إلى آدم كما قدمناه في قصة الخليل . وأما الأنساب إلى عدنان من سائر قبائل العرب فمحفوظة شهيرة جدا لا يتمارى فيها اثنان والنسب النبوي إليه أظهر وأوضح من فلق الصبح وقد ورد حديث مرفوع بالنص عليه كما سنورده في موضعه بعد الكلام على قبائل العرب وذكر أنسابها وانتظامها في سلك النسب الشريف والأصل المنيف إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. وما أحسن ما نظم النسب النبوي الإمام أبو العباس عبد الله بن محمد الناشئ في قصيدته المشهورة المنسوبة إليه وهي قوله:

مدحت رسول الله أبغي بمدحه … وفور حظوظي من كريم المآرب

مدحت امرءا فاق المديح موحدا … بأوصافه عن مبعد ومقارب

نبيا تسامى في المشارق نوره … فلاحت هواديه لأهل المغارب

أتتنا به الانباء قبل مجيئه … وشاعت به الاخبار في كل جانب

وأصبحت الكهان تهتف باسمه … وتنفي به رجم الظنون الكواذب

وأنطقت الأصنام نطقا تبرأت … إلى الله فيه من مقال الأكاذب

وقالت لأهل الكفر قولا مبينا … أتاكم نبي من لؤي بن غالب

ورام استراق السمع جن فزيلت … مقاعدهم منها رجوم الكواكب

هدانا إلى ما لم نكن نهتدي له … لطول العمى من واضحات المذاهب

وجاء بآيات تبين أنها … دلائل جبار مثيب معاقب

فمنها انشقاق البدر حين تعممت … شعوب الضيامنة رؤوس الأخاشب

ومنها نبوع الماء بين بنانه … وقد عدم الوراد قرب المشارب

فروى به جمأ غفيرا وأسهلت … بأعناقه طوعا أكف المذانب

وبئر طغت بالماء من مس سهمه … ومن قبل لم تسمح بمذقة شارب


(١) ابن قتيبة في المعارف ساق نسب عدنان إلى قيدار بن إسماعيل أخي نابت. وهذا ما فعله الجواني في أصول الأحساب والزيدي في روضة الألباب. وهكذا قال هشام بن محمد الكلبي كما في رواية ابن الأعرابي عنه (المسعودي) وقال المسعودي: ٢/ ٢٨٩: وقد نهى النبي أن يتجاوز عن معد، وقد اختلف أهل النسب [في رواياتهم] فالواجب الواقف عند أمره ونهيه.
(٢) في ابن هشام: ويقال عدنان بن أد. وفي رواية الكلبي: عدنان بن أد بن أدد.

<<  <  ج: ص:  >  >>