للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحداجة مخيط فانزلوا تلك المرأة وحلوا ذلك الرحل فإذا فيه مخيط كما قال.

وذكر ابن السكيت: أن أمية بن أبي الصلت بينما هو يشرب يوما إذ نعب غراب. فقال: له بفيك التراب مرتين. فقيل له ما يقول؟ فقال: إنه يقول إنك تشرب هذا الكأس الذي في يدك ثم تموت. ثم نعب الغراب فقال إنه يقول وآية ذلك أني أنزل على هذه المزبلة فآكل منها فيعلق عظم في حلقي فأموت. ثم نزل الغراب على تلك المزبلة فأكل شيئا فعلق في حلقه عظم فمات. فقال: أمية أما هذا فقد صدق في نفسه ولكن سأنظر هل صدق في أم لا ثم شرب ذلك الكأس الذي في يده ثم اتكأ فمات. وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن مهدي عن الثوري عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله : إن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:

• ألا كل شئ ما خلا الله باطل *

وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم.

فقال الإمام أحمد: حدثنا روح حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يقول قال الشريد كنت ردفا لرسول الله فقال لي: أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت شئ؟ قلت نعم! قال فأنشدني فأنشدته بيتا فلم يزل يقول لي كلما أنشدته بيتا أيه حتى أنشدته مائة بيت قال ثم سكت النبي وسكت.

وهكذا رواه مسلم من حديث سفيان بن عيينة عن أبي تميم بن ميسرة به. ومن غير وجه عن عمرو بن الشريد عن أبيه الشريد بن سويد الثقفي عن النبي وفي بعض الروايات فقال رسول الله : " أن كاد يسلم ".

وقال يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا حاتم بن أبي صفرة عن سماك بن حرب عن عمرو بن نافع عن الشريد الهمداني وأخواله ثقيف قال خرجنا مع رسول الله في حجة الوداع فبينا أنا أمشي ذات يوم إذا وقع ناقة خلفي فإذا رسول الله فقال الشريد فقلت نعم: قال ألا أحملك قلت بلى وما من إعياء ولكني أردت البركة في ركوبي مع رسول الله فأناخ فحملني فقال: أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت؟ قلت نعم! قال هات فأنشدته قال أظنه قال مائة بيت فقال عند الله علم أمية بن أبي الصلت: ثم قال ابن صاعد هذا حديث غريب فأما الذي يروي أن رسول الله قال في أمية: " آمن شعره وكفر قلبه " فلا أعرفه والله أعلم.

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن محمد - هو أبو بكر بن أبي شيبة - حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صدق أمية في شئ من شعره قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>