للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب الناقة العضباء (١) في ديار إخوان بني العنقاء، فأجابه هاتف من شماله وهو يقول:

بشر الجن وابلاسها … أن وضعت المطي أحلاسها

وكلات السماء أحراسها

قال فوثبت مذعورا وعلمت أن محمدا مرسل، فركبت فرسي واحتثثت (٢) السير حتى انتهيت إليه فبايعته ثم انصرفت إلى ضماد فأحرقته بالنار ثم رجعت إلى رسول الله فأنشدته شعرا أقول فيه:

لعمرك إني يوم أجعل جاهلا … ضمادا لرب العالمين مشاركا

وتركي رسول الله والأوس حوله … أولئك أنصار له ما أولئكا

كتارك سهل الأرض والحزن يبتغي … ليسلك في وعث الأمور المسالكا (٣)

فآمنت بالله الذي أنا عبده … وخالفت من أمسى يريد المهالكا (٤)

ووجهت وجهي نحو مكة قاصدا … أبايع نبي الأكرمين المباركا

نبي أتانا بعد عيسى بناطق … من الحق فيه الفصل فيه كذلكا

أمين على القرآن أول شافع … وأول مبعوث يجيب الملائكا

تلافى عرى الاسلام بعد انتقاضها … فأحكمها حتى أقام المناسكا

عنيتك يا خير البرية كلها … توسطت في الفرعين والمجد مالكا

وأنت المصفى من قريش إذا سمت … على ضمرها تبقى القرون المباركا

إذا انتسب الحيان كعب ومالك … وجدناك محضا والنساء العواركا (٥)

قال الخرائطي: وحدثنا عبد الله بن محمد البلوي بمصر، حدثنا عمارة بن زيد، حدثنا إسحاق بن بشر، وسلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، حدثني شيخ من الأنصار يقال له:


(١) هي ناقة رسول الله .
(٢) في الدلائل: وأجشمت: أي أسرعت
(٣) الحزن: الأرض الصعبة.
(٤) خالفت من أمسى: أي تركت عبادة الأصنام، والحجر الذي أوصاه أبوه بعبادته، يعني ضمار.
(٥) قال في هامش سيرة ابن كثير ج ١/ ٣٦٠: على ذلك الشعر - مع ما فيه من ركاكة - علامات الصنعة والافتراء منها:
- لم يخص الأوس بالذكر مع أنهم بعد الاسلام لم يعد لهم ذكر مستقل بل هم والخزرج الأنصار.
- قوله ووجهت وجهي نحو مكة .. مع أنه تحدث عن النبي والأوس حوله وذلك في المدينة، ومع أنه ذكر في حديثه أنه كان بعد رجوع الناس من الأحزاب.
- كيف علم ابن مرداس - وهو حديث الاسلام - أن رسول الله أول شافع.

<<  <  ج: ص:  >  >>