للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له … الإل إلى مفضي الشراج القوابل (١)

وتوقافهم فوق الجبال عشية … يقيمون بالأيدي صدور الرواحل

وليلة جمع والمنازل من منى … وهل فوقها من حرمة ومنازل

وجمع إذا ما المقربات أجزنه … سراعا كما يخرجن من وقع وابل

وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها … يؤمون قذفا رأسها بالجنادل

وكندة إذ هم بالحصاب عشية … تجيز بهم حجاج بكر بن وائل

حليفان شدا عقد ما احتلفا له … وردا عليه عاطفات الوسائل

وحطمهم سمر الرماح وسرحه … وشبرقه وخد النعام الجوافل (٢)

فهل بعد هذا من معاذ لعائذ … وهل من معيذ يتقي الله عادل

يطاع بنا أمر العدا ود أننا … يسد بنا أبواب ترك وكابل (٣)

كذبتم وبيت الله نترك مكة … ونظعن الا أمركم في بلابل

كذبتم وبيت الله نبذي محمدا … ولما نطاعن دونه ونناضل (٤)

ونسلمه حتى نصرع حوله … ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وينهض قوم بالحديد إليكم … نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل (٥)

وحتى نرى ذا الضغن يركب ردعه … من الطعن فعل الأنكب المتحامل (٦)

وإنا لعمر الله إن جد ما أرى … لتلتبسن أسيافنا بالأماثل

بكفي فتى مثل الشهاب سميدع … أخي ثقة حامي الحقيقة باسل (٧)


(١) المشعر الأقصى: عرفة. إلال: جبل عرفة قال النابغة:
يزرن إلالا سيرهن التدافع
وسمي كذلك لان الحجيج إذا رأوه ألوا في السير واجتهدوا فيه ليدركوا الموقف. والشراج: جمع شرج: وهو سيل الماء.
(٢) السمر: شجر الطلع. والصفاح: وهو عرض الجبل. والسرح: شجر عظام.
والشبرق: نبات يقال ليابسه الحلى، ولرطبه الشبرق.
الوخد: السير السريع. والجوافل: المسرعة.
(٣) في السيرة والاكتفاء: يطاع بنا العدى وودوا لو أننا.
وترك وكابل: جبلان.
(٤) في سيرة ابن هشام: نبزى بدل نبذي. نبزى: نغلب عليه، والمراد هنا: لا نبزى محمدا فحذف لا من جواب القسم.
(٥) الروايا: الإبل التي تحمل الماء واحدتها رواية. والصلاصل: المزادات لها صلصلة بالماء.
(٦) يركب ردعه: أي يخر صريعا لوجهه.
(٧) السميدع: السيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>