وهذه الثورات الثلاثة الداخلية، أعني الدويش وثورة ابن رفادة وثورة الأدارسة لقي ابن سعود نصبًا في إخمادها، وقد قضى عليها ونكل بدعاتها، ثم أمر ابن سعود رئيس تحرير جريدة أم القرى: أن يرد في ٢ ربيع الثاني من هذه السنة على مقالة الأمير عبد الله المنشورة في المقطم بقوله:
إنه إن كان الشريف عبد الله يرى نفسه العدو اللدود لابن السعود فإن جلالته على العكس من ذلك يرى الشريف عبد الله صديقه الودود، لأن جميع الأعمال التي عملها الشريف عبد الله من أجل ابن سعود كان لها أحسن النتائج لتأييد ابن سعود وتقوية مركزه، فقد سبق للشريف عبد الله أن جهز الشريف شاكر والشريف حمود بقوة لاحتلال تربة والخرمة فكسرت تلك القوة وغنم ما معها، حتى تقوى أهلها على القتال في يوم تربة المشهورة، ولما انتهى الشريف عبد الله ووالده من حرب الترك جمع كل ما كسبه من الترك والألمان، وكل ما أهداه لهم الإنكليز وسار بهم مع اثني عشر ألف مقاتل ليقدمهم هدية في تربة، وكان ابن سعود أرسل إليهم يطلب التآخي والتصادق قبل المعركة، فرفض سيادته ذلك وأبى إلا تقديم تلك الهدايا بنفسه فكانت تلك المعركة، وفر سيادته وغنم ابن سعود كل تلك الذخائر والأموال وتقوى بها إلى أن أنتجت تلك المساعي احتلال الحجاز من قبل جلالته، وآخر هدايا سيادته هو ابن رفادة وأوباشه الذين أخذه الله أخذ عزيزٍ مقتدر، وأن ابن سعود يعترف بهذه الفضائل لسيادة الشريف عبد الله ويرجوا من الله أن يكون ما يأتي به المستقبل كما كان في الماضي وأن يديم الله بقاء سيادته لمثل هذه الهدايا والنتائج.
ثم أطلق ابن سعود سراح المبعدين في الرياض من أهل الحجاز وأعادهم إلى بلادهم، بل عين جلّهم في وظائف الدولة.
أما نهاية ثورة الأدارسة: فإنه لما علم ابن سعود بأعمال الحسن الإدريسي رفع إليه برقية يحذره مغبة ذلك، وكان بعثها في ٢٨ جمادى الثانية، فأجابه الإدريسي مؤكدًا إخلاصه وولائه، غير أنه ينقم من فهد بن زعير أمير المنطقة وتركي بن