ومملوءة بالثوار فإن بعضها لا تخلو من الحمى لا سيما الذين لم يعتادوا طقسها، وطال لبثهم فيها من السعوديين.
ومما أنشد الأديب محمد بن الحسين بن أحمد بن الطيب يذكر بلاد الغربة:
إذا اغترب الحر الكريم بدت له ... ثلاث خصال كلهن صعاب
تفرق أحباب وبذل لهيبةٍ ... وإن مات لم تشقق عليه ثياب
وفيها وقع الوزير عبد الله بن سليمان بن حمدان عن الحكومة السعودية اتفاقية التنقيب عن الذهب في المملكة العربية السعودية والمعادن، وعن الشركة "ولوديهملتن" وذلك بعد أخذ ورد ومساومات، ومن ضمن ذلك منجم المهد، ولكن هذا نفد انتاجه بعد عشرين عامًا، بعد أن ساهم مساهمة متواضعة في واردات الدولة إذ عاد عليها بربح صافي بلغ العشرة ملايين من الدولارات، وفيها عثر العمال بينما هم يحفرون أساس القسم الشمالي لمدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة الواقعة بقرب باب النساء بعد عمق أربعة أمتار على مصباح زيت قديم، ووجدوا هناك بركة صغيرة ومجاري مياه وقطعًا من قلل الماء.
ونحن نوردها هنا كلمات خالدة عن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن حينما قام خطيبًا في المأدبة الملكية التي أقيمت لتكريم وفود بيت الله مساء يوم الجمعة ٥ ذي الحجة من السنة التي قبل هذه حيث يقول أنا مبشر أدعو لدين الإسلام ونشره بين الأقوام، أنا داعية لعقيدة السلف الصالح، وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وما جاء عن الخلفاء الراشدين.
أنا مسلم وأحب جمع كلمة الإسلام والمسلمين، وليس أحب عندي من أن تجتمع كلمة المسلمين ولو على يد عبد حبشي، وإنني لا أتأخر عن تقديم نفسي وأسرتي ضحية في سبيل ذلك، أنا عربي وأحب عز قومي والتآلف بينهم، وتوحيد كلمتهم، وأبذل في ذلك مجهوداتي، أنا مسالم ومدافع، أنا مسالم للناس وأحب النصيحة قبل كل شيء، لأن الدين النصيحة لله وللرسول ولأئمة المسلمين وعامتهم، أنا مدافع لأنني ما حاولت في وقت من الأوقات أن أعتدي على إخواني