هو الحبر ذو التحقيق نجل بليهد ... سليل سليمان كريم الشمائل
حبيب رحيب بالوداد ومكرم ... لأهل العلوم الطيبين الأفاضل
فيا أسفا من فقد ذي الجود والندى ... ومروي الصدى من غامضات المسائل
لقد كان ذا قلبٍ سليم سرائر ... سؤول لمولانا جزل الفضائل
يحب ذوي الإيمان من كل مخلصٍ ... ويبغض أهل الزيغ من كل جاهل
يحامي على الإسلام من كيد مارق ... ويدمغ يافوخًا لأهل الأباطل
له غيرةً لله تحمي محارمًا ... لدين الهدى إن رامه كل خاتل
له في علوم الشرع باع طويلةً ... يقصر عنها خطو كل مماثل
وفي كل الفنون أمسى محققًا ... بفهمٍ منيرٍ واقد في المسائل
يبين أحكام الشريعة جاهدًا ... بتقرير مندوب وحظر لباطل
وكم باع أردى بشهب علومه ... وقطع أعراقًا لها بالمعاول
إذا جئته بالليل تلقاه خاضعًا ... ملحًا على المولى وليس بكاسل
وفي كل آناء النهار بعلمه ... يبصر حيرانًا ويهدي لجاهل
إمامٌ لعمر الله يسطو بحجةٍ ... ويجلي داجي مظلمات المشاكل
وإن جئته في الجود تبغي لنيله ... فسبحان من يعطي جزيل الفضائل
له خلق زاك يميل إلى العلى ... ويبذل مما عنده غير باخل
إذا جاءه من مبتغي الفضل عاجزٌ ... يجد عنده كشف الهموم النوازل
يجود ببذل المال لله وحده ... سجيته بذل الندا في القبائل
وما همه جمع الحطام لوارثٍ ... وتحصيل مشرباتها والمآكل
به تشهد الوفاد إن كنت سائلًا ... فسل ساكنًا في طيئها وأهل حائل
فيأتيك بالأخبار من قاطن الحمى ... وضيف ثوى والمحصنات الأرامل
له نهمةٌ في الجود والعلم والنهى ... فسل منصفًا عماله من فضائل
ودع أحمقًا في غيه وضلاله ... ومن كان شريرًا كثير الغوائل
وخنزير طبع بالسواقط مولعًا ... فهمته كسب القذا في المزابل