فنشكوا إلى الله الخطوب جميعها ... فيا محنة الإسلام من كل عاطل
وقد جاءنا عن سيد الرسل أحمد ... نبيّ أتى بالمعجزات الدلائل
بأن ذهاب العلم موت رعاته ... وبعدهم تبقى شرار الرذائل
فمن مثل عبد الله في الناس كلهم ... خبيرٌ بصيرٌ ماهرٌ في المسائل
يغوص بفهم حاضرٍ متوقد ... لحل عويص المشكلات النوازل
تغمده رب العباد بعفوه ... وإحسانه والله أقدر فاعل
فيا من هو العالي على كل خلقه ... تمد الأيادي نحوه في المسائل
ويا قاهرًا فوق العباد بقدرةٍ ... تباركت خلاقًا تجيب لسائل
أغث قبره بالمن منك تفضلًا ... ونعمه في الجنات مع منازل
لأن كان أمسى رهينًا بقبره ... فنرجوا له العقبى بدار الأفاضل
ونسأل رب العرش يحسن عزاءنا ... ويحبر مكسورًا دهي بالمهاول
ويبقى لنا حبر البلاد وشيخها ... فتى من سليم عالمًا بالدلائل
فيا رب متعنا به وعلومه ... وتكفيه شر الطارقات النوازل
وصلِّ إلهي ما تألق بارقٌ ... وما اهتزت الأزهار في صبح هاطل
وما أمُّ بيت الله من كل سائر ... وما هل في الغبرا رذاذ الزواجل
على أحمد الهادي إلى خير شرعةٍ ... وآل وأصحاب كرام فاضل
وقال أيضًا الشاعر الحجازي أحمد بن إبراهيم الغزاوي يرثي الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد، وكان يعرف عن أخلاقه وشهامته حينما كان الشيخ قاضيًا في مكة:
في مثلك الصبر عند الله يحتسب ... والعلم يرفع والأشجان تصطخب
يا ويح كل فؤادٍ أنت موقظه ... أمسى بفقدك في أعماقه يجب
ويا رزية هذا النعي في ملأ ... كأنما الدمع من أعماقه عبب
ترمض عبراته حزنًا على جدثٍ ... فيه السماحة والأخلاق والأدب
ما للجفون أراها فيك دامية ... كأنما هي بالأحشاء تنسكب