وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ عبد العزيز بن بشر، وهذه ترجمته:
هو الشيخ العالم القاضي العارف المتفنن في العلوم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل بشر من بني زيد من شقراء، وكان فيه صلاحية للقضاء ومؤهلات للأعمال، فجعله ابن سعود قاضيًا في بريدة لما دخلت في ولايته للمرة الثانية، وكان القاضي قبله إبراهيم بن حمد بن جاسر، فلما قدم الشيخ المترجم تولى القضاء وأخذ يدرس في العلوم الدينية، ومما نقل عنه أنه لما قدم إلى ضواحي البلد مساء استضافه رجل من أهالي الصوير القرية المجاورة للبلد إلى جهة الشرق، فلبى طلبه وقال: سندخل البلد صباحًا ونسلم في آخر النهار من تبعات المسؤولية، ومعنى هذه الكلمة كل واقعة من القضايا تحل ويسلم القاضي منها تعد غنيمة، وكان سخيًا كريمًا مبذالًا، واتخذ كاتبًا من أهالي بريدة وهو عبد الله بن ناصر بن سليمان بن سيف نجل الشيخ ناصر ابن سليمان، ووافق قدومه المسغبة التي جرت على نجد، فألّف رسالة مختصرة فصيحة للمسلمين في هذا الموضوع فاستمر في القضاء ثلاث سنين، ثم أنه لعدم معرفته بالناس وتمييزه لطبقاتهم اختلط لديه الحابل بالنابل وسعى بعض أهل الأغراض فتوترت العلاقات بينه وبين بعض العلماء، فساءت الحال إلى أن نقل من القصيم إلى الإحساء فتولى القضاء هناك وقام بهذه الوظيفة قيامًا حسنًا، ولبث في الإحساء مدة طويلة، ثم أنه نقل إلى قضاء الرياض، ثم إنه أسنَّ وهرم فكان من المعمّرين لأن ولادته حوالي سنة ١٢٧٣ هـ، وقد رأيت له تقريرًا لتضعيف إمامة المرأة للرجال في صلاة النافلة وهذه المسألة التي قال بضعفها من مفردات الإمام أحمد، وقد انتقد الشيخ عبد العزيز بعض العلماء بشأن هذه المسألة، ولما مات صلى عليه المسلمون في سائر الأقطار بالنية، وكان الذي خلفه على قضاء الإحساء الشيخ سليمان العمري، أما القاضي بعده في الرياض فقد جعلت الحكومة بعده الشيخ ابن زاحم والشيخ عبد الله بن حميد.
وفيها أمر الشيخ القاضي عمر بن محمد سليم بنقض بناية المسجد الجامع في مدينة بريدة وإعادة بنايته لأن المسجد قد تضعضع بعض بنائه لكثرة ما يتردد عليه