الحنابلة على الشيخ المذكور، ويكون يضاف إليهم من الأعمال كونهم أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هناك بشرط أن يكون أولئك المذكورون من تلامذة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ومن تلامذة الشيخ عمر بن محمد بن سليم، فذهب المذكورون إلى مقر أعمالهم التي طلبوا إليها، ولما أن وصلوا في هذه السنة إلى أم القرى أخذوا في الدراسة على الشيخ محمد وانبعثوا يرشدون في مساجد مكة وما يليها، كان يذهب المرشد إلى أحد المساجد فيصلي مأمومًا ثم يأخذ بعد الصلاة في الموعظة والإرشاد، ويا حبذا هذا العمل الخيري، أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يقوم به الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع والأعضاء الذين معه فكانوا في قوة وعزيمة ونشاط، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ومن الأعضاء من لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد كان يجلس الرئيس محمد بن مانع وإلى جانبيه الأعضاء من الحجازين والنجديين فيؤتى بالمجرم فيوتف أمام الهيئة يسوقه العسكري، فيقرر على جنايته هذا شتم، وهذا لم يشهد الجماعة، وهذا يشتكي جاره، وذلك مؤذن يشكو زميله يقول أقام للصلاة ولم يؤذن، وهذا شرب مسكرًا، وذا عثر على أنه يفتح الراديو في الملهى إلى غير ذلك، فيعزر العاصي بما يستحق ويردع المعتدي، وكثيرًا ما يجري الخلاف في كثير من المسائل، هذا وقد جعل لكل شخص مرتب شهري يصرف له من الأرز والسمن والتمر واللبن والسكر والشاي والنفقة والسكنى والكسوة.
وفيها نزل غيث عظيم على مكة المشرفة حتى سقط منها مائة وأربعون بيتًا، وخرب لذلك بعض مجاري عين زبيدة، ودخل السيل في المسجد الحرام حتى كان على قدر قامة الإنسان، وبلغ حوالي باب الكعبة المعظمة، وخرّب أسلاك الكهرباء بعدما دخل إلى أعمدتها فاضطرت الحكومة السعودية إلى وضع اسطوانات من حديد يجعل من بينها ألواح خشبية في أبواب المسجد الحرام للوقاية من دخول السيل فيه، لكن الله دافع عن الأنفس البشرية، كذلك قامت الحكومة بإنشاء سد في أعالي مكة ليصرف الوادي عن البلد.