بل إنه مذ شب في العلم مولعٌ ... بفهمٍ منيرٍ حاضر ليس يسأم
ينافس في جمع العلوم ونسخها ... فهمته تسمو وتسعى وتغنم
يلاقي لمن لاقى ببشرٍ وعشرةٍ ... ويغضي حياء عن جفاء ويحلم
لأن كان في الدنيا على الحالة التي ... تسر لذي ود من الناس يفهم
مكبًا على درس الكتاب مرتلًا ... نهارًا وليلًا في الدجى يترنم
ومن زهرة الدنيا مقل مقلل ... على حذرٍ منها بأخراه مغرم
فنرجوا له الزلفى من الله والرضا ... بدار الجزاء والأمن يعلى ويكرم
ولما فرغنا حين وقت رحيله لإنجاز تجهيزٍ ونسعى نقدم
سكبنا دموعًا من جفان عيوننا ... ونرفع طرفًا للإله متيم
فيا ربنا أبدله خيرًا من أهله ... ودارًا بدار الخلد فيها ينعم
فها هو ذا عبدٌ نزل بفنائكم ... ومن شأنكم إكرام ضيفٍ يقدم
وأحسن عزانا ربنا بمصابنا ... وجبرٍ لمكسورٍ تغيث وترحم
فأنت الذي ترجى لكشف ملمةٍ ... وأنت الذي في بابك ترحم
وصل إلهي كل ما ذر شارقٌ ... على أفق دهرًا وما غاب أنجم
وما سبح الأطيار واهتزت الربا ... بويل وما قد طاف بالبيت محرم
على أحمد خير الأنام شفاعة ... وآلٍ وأصحاب مضوا وتقدموا
وفيها في شهر شعبان وكانت الشمس في برج السرطان هطلت سيول على القصيم في شدة القيظ وصلاح الثمرة، فأحدث ذلك للناس عجبًا لأنه نادر الوقوع في تلك المقاطعة، فلم يعهد مثله منذ زمن طويل، وتذكر الناس قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان المطر قيظًا والولد غيظًا والمال فيضًا فانتظروا الساعة".
وفيها وفاة الشيخ عبد العزيز بن مقرن رحمة الله عليه، وهذه ترجمته:
هو الحبر الذكي العارف الموفق الصابر المحتسب مصائبه جنب ثواب الله عز وجل، الشيخ الزاهد عبد العزيز بن مقرن من بلدة حريملا المشهورة، ولد في سنة ألف وثلاثمائة وسبع وعشرين هجرية، فنشأ في طلب العلم وحبب إليه قراءة