ستة في أيام عبد العزيز بن محمد بن عليان، ولد المترجم سنة ١٢٨١ هـ، فيكون له من العمر سنة وفاته ٨٨ سنة قضاها في طاعة الله وعبادته، فنشأ في طلب العلم، وجدَّ واجتهد، وكان يتردد إلى قرية المريدسية المشهورة في القصيم من قري بريدة للأخذ عن الشيخ الزاهد عبد الله بن حسين حيث يعلم فيها بصفته يدرس، وتخرج عليه طلاب كثيرون، فكان الشيخ محمد يعمل في فلاحته ويأكل من كسب يده، فإذا ذري زرعه في البصر والمنسي في فصل الربيع فإنه ينحدر مسافرًا من البصر إلى الريدسية لطلب العلم، وكان يصحبه زميل له يدعي رشيد آل إبراهيم بن محيميد، فيأخذون في الدراسة لدي الشيخ المذكور، فأما المترجم فإنه لا يرجع إلا إذا يبس التمر في رؤوس النخل وقت الصرام إذا حلت الشمس في برج الميزان.
وأما رشيد بن إبراهيم فإنه يرجع في آخر نهار الخميس ليؤم جماعة أهل البصر في صلاة الجمعة، ثم يعود من آخر النهار.
أما مشايخ المترجم: فإنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن سليمان العريني، وكان عالمًا من علماء القرية، غيي أنه خامل الذكر، وأخذ عن الشيخ الزاهد الورع عبد الله بن محمد فدا، وذلك في حال إقامته في المريدسية أيام آل رشيد، وناهيك به علمًا وعبادةً وزهادةً، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن حسين آل أبي الخيل، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان من زملائه صالح اللهيمي وعبد العزيز بن عودة السعوي، وسليمان بن ناصر السعوي، وأخذ عن المترجم خلائق كثيرون:
فمنهم الشيخ عبد العزيز بن سبيل، وآل حديثي، وأخذ عنه ابنه صالح بن محمد ابن مقبل، ودرّس في البكيرية بعدما توظف في قضائها، ودرّس في البصر، وتولى الخطابة فيها، وتخرج عليه طلاب كثيرون، وكان يحب عدم الشهرة، ولا يحب الجاه والرئاسة.
ولما توفى قاضي مقاطعة القصيم الشيخ الفاضل عمر بن محمد بن سليم، رغب الأهالي وذوو الحل والعقد في أن يكون خلفًا عنه، وساروا إليه من