على خدها قل لي من الحسن برقع ... يرق لها قلب الفتى في المناظر
ترفرف أطيار بها طال سجعها ... ترجع ألحانًا لها بالتواتر
وينعش قلب المستهام هواؤها ... ولا شيء أحلى من ثغور الأزاهر
بها عصبة قد كابدوا في اقتطافهم .... لأنواعِ نبت الأرض هل من مثابر
وينتابها قومٌ يريدون نزهةً .... وأخذة أجمامٍ تريح لصابر
فإن كنت تبغي فرجةً عج بظلها ... ففيها لعمري من عجيب المقادر
وإن شئت رعيًا للمواشي فإنها ... لتكسب من أعشابها كل حاضر
فسبحان ربي من جليل معظم ... تدل لنا أنعامه في التذاكر
وجدنا بها من عصبة الناس أمةً ... ينادون بالخيرات هل من مبادر
فقلنا لهم يا قوم نحن أعزةً ... كرام نفوسٍ أولعت بالمفاخر
نرحب في أضيافنا بل وندعهم ... إلى كل ما يبدي به كل خاطر
ونهرع في إكرام من كان قاصدًا ... ونركب في التقوى على قدر قادر
وفيها وفاة الأخ في الله فهد بنُ عيسى رحمة الله تعالى عليه، وهذه ترجمته: هو الحافظ المتعفف النزيه، ذو الأصل العظيم والإكباب على طلب العلم، ولد في سنة ١٣٢٠ هـ فنشأ في الزهد وقلة ذات يد من الدنيا، بل كان فقيرًا محتسبًا، وأخذ في تعلم القرآن ودراسته حتَّى حفظه عن ظهر قلب، وكان تاليًا لكتاب الله، وحسن الصوت، خفف الله عليه تلاوة القرآن وسهلها، فكان يدارس في القرآن ويلهج فيه، وفي حال حفظه آلى على نفسه أن يحفظ كل ليلة ورقة من كتاب الله، فكان لا يتعشى حتَّى يحفظ تلك الورقة عن ظهر قلب.
وربما جاءته والدته بطعام العشاء إليه فيأبى أن يتناول شيئًا حتَّى يحفظ الورقة، ولقد بلغت الساعة في السابعة ليلًا بالعربي وهو لم يتعشَ ووالدته عنده بالطعام فيأبى ويقول سلي الله أن يلهمني حفظها فلا أكل حتَّى أنال ذلك ولو طلع الفجر، ثم إنه لزم الشيخ عمر بنُ محمد بنُ سليم، وأكثر الأخذ عنه والتردد على حلق الذكر بين يديه، ولحسن رعاية الشيخ عمر كان يقدر له جهوده.