وكان المترجم صبورًا على المحن والشدائد، وابتلاه الله فصبر لأنه كان ممتحنًا بأنواع المصائب، ويرجى أن يكون له ثواب الصابرين، ولقد جرى له أن توفى أقرباؤه من زوجة وابن وأم مع ما يكابده من الحاجة، وكان رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة في المنام فقال: يا رسول الله ادع الله لي، فرفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - يديه ودعا له، ثم قال مع بلوى تصيبك، ولقد كان يجري بينه وبين أحبابه وزملائه مجاوبات حسنة، من ذلك أنَّه بعث إليه الشيخ عبدِ المحسن بنُ عبيد يسليه ويخفف عنه بقصيدة طويلة من أبياتها قوله:
إليك إله العرش أشكو بلابلًا ... أناخت بقلي فاستبدت بفكرتي
ففرجّ إلهي كربتي بتفضل ... وكن بي رؤوفًا يا مليكي وبغيتي
فقد جلّ بي ما قد علمت ... وماله سواك إله العرش فاكشف لغمتي
والا فجد بالصبر يا منتهى المنى ... واجزل ثوابي واغفرن لزلتي
أنخت ركابي عند بابك سيدي ... فكن راحمًا فقري وذلي وعبرتي
ويسر إلهي كل صعبٍ قضيته ... ويسر حسابي يوم حشري وبعثتي
إلى أن قال:
ففي كل حينٍ يطرق القلب فادحٍ ... من الغم فافرج يا الهي لكربتي
فلا والدًا أرجو سواك ولا أخًا ... ولا عمي الأدنى وخالي وعترتي
الهي وخلاقي وسولي ومالكي ... تعطف بفضلِ منك بادي البرية
فأجابه الشيخ فهد بنُ عيسى رحمه الله بقصيدة يقول فيها:
وقفت على نظمٍ لبعض أحبتي ... بصيرٍ بأحوالٍ لدنيا وخبرة
يخاطب به من كان لله عاصيًا ... على علمه لا عن غرورٍ وغفلة
وينهاه بل يزجره عن كل حالةٍ ... يخالف فيها الفعل قولًا بلفظه
وينصحه بالرفق مع لين جانب ... وهذا لعمري فعل أهل المودة
ويخبر أن الصبر أجمل للفتى ... إذا وقع المقدور فينا بعسرة
كما جاءنا نص بذاك مبشرٌ ... بما عوض الله المصاب بنكبة