إذا كان عن صبرٍ جميلٍ وعن رضا ... بما قدر الباري علينا بحكمة
له الحمد إذ كل الأمور جميعها ... يحيط بها علمًا وحكمًا وقدرةً
ولولا الرجا كادت تطير قلوبنا ... من الحزن إذ لا نستطيع الرزية
الخ وهي حسنة جميلة.
وللمترجم قصائد حسنة من ذلك أنَّه طلب من أخيه في الله عبدِ المحسن بنُ عبيد أن ينظم قول الشَّافعي رحمه الله: "صحبت الصوفية مدة ودهرًا طويلًا فما استفدت منهم إلَّا كلمتين: الوقت سيفٌ قاطع فإن قطعته وإلَّا قطعك، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"، فقال عبدِ المحسن:
فوقتك سيفٌ قاطعٌ إن قطعته ... بجدٍ وتشميرٍ وإلَّا سيقطعك
وبالحق إن لم تشغل النفس جاهدًا ... فبالباطل الأردى سريعًا ستشغلك
كذا قاله الحبر ابن إدريس ناقلًا ... عن السادة العبُّاد قادة من سلك
فأجابه المترجم مذيلًا عليهن بهذه الأبيات:
فقال صحبت القوم دهرًا ومدةً ... فلم أستفد منهم سوى ما ذكرت لك
هما كلمتا حق لمن كان قامعًا هواه ... الذي يورده مورد من هلك
فمن جاهد النفس استقامت وبادرت ... وسارت به حقًا إلى طاعة الملك
ومن لم يجاهدها فسوف يلومها ... إذا اللوم لا يجدي وهيهات لو ملك
رجوعًا وقد فات الرجوع وأحضرت ... صحائف املأها قديمًا على الملك
فأحصاه رب العرش حين نسيته ... وكان شهيدًا عالمًا حين أمهلك
فغفرانه والحلم قد وسع الورى ... ولولاهما زال السماء مع الفلك
فوحده بالأفعال جل جلاله ... كما أنَّه الخلاق والرب قد ملك
وقل ناطقًا بالحق لا مترددًا ... ولا معرضًا أو مبغضًا لا شريك لك
بكل الذي نأتي من الخوف والرجا ... كذا الحب مع أنواع ما يستحق لك
فأنواعها أعني العبادة كلها ... سنبذلها من غير ندٍ يكون لك
فمعبودنا فردٌ فنفرده بها ... وأنواعها هذي طريقة من سلك