وناهيك به من سلاح قوي لا بأس به أضف إلى ذلك ما استوردته الحكومة بعد ذلك من المدافع الضخمة بعيدة المدى وأنواع الأسلحة.
وما كنت أظن من قام بهذه المهمات قد استكمل القوة. ولقد جدَّ في طلب أنواع الفنون الحربية والنظام السياسي والعسكري والاستعداد بالقادة المحنكين الذين أثبتت لهم التجارب حكمة وتقدمًا ببراعة فاقوا بها سائر الأمم. وأملنا عظيم في حكوماتنا أن يجدوا ويجتهدوا بصناعة الأسلحة وتعلم الرمي والركوب بما يناسب الزمان وأخذ الحذر والحيطة ما أمكن من الأعداء بالتحرز وبذل المستطاع بالاستعداد من قوة عقلية وسياسية وحسية ومعنوية، ولا يخفى أنَّه لا يتم التحرز من أضرار الأمم الأجنبية والتوقي من شرورها إلَّا بالوقوف على مقاصدهم ودرس أحوالهم وسياستهم وخصوصًا السياسة الموجهة منهم على المسلمين، فإن السياسة الدولية قد أسست على المكر والخداع وعدم الوفاء واستعباد الأمم الضعيفة بكل وسائل الاستعباد لأنَّ جهل المسلمين بها نقص كبير وضرر خطير. ولقد وفق الله هذا الملك بلفت النظر إلى ذلك. وفي الحقيقة عنده سلاح أعظم من كل سلاح وأنكى في نحر العدو وأمضى وقعًا وقمعًا للمفسدين. فإن قيل وما هذا السلاح الذي غلب على الديناميت الناسف والدخان الخانق والقنابل المدمرة والطائرات القاذفة وما ترميه من القخابل والقذائف النارية وتمطر به الأعداء من النيران المحرقة المهلكة وما الذي غلب على المفرقعات والرشاشات والمدافع الثقيلة ومدافع الهاون وما إلى ذلك من الأهوال التي حدثت وستحدث كالقنابل الذرية والهيدروجينية قيل كان عنده معاملة الله في حنادس الظلم انطراحه بين يديه ومعرفته به بحيث يسر الله له الأمور وفتح له مغاليقها كما قال تعالى لموسى لما بعثه إلى فرعون أنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي أيظن الذي يحاربني أن يقوم لي أو يظن الذي يغازيني أن يعجزني أو يظن الذي يبارزني أن يستغني كيف وأنا الثائر لأوليائي في الدنيا والآخرة.