ولهذا لما قيل لبعض العلماء: لو أنَّ الثاس كلهم مثل بشر الحافي يصومون ويصلون فمن للثغور يسدها ومن للأعداء يصدها فقال: والله لو كان النَّاس مثل بشر الحافي لكبروا تكبيرة تسقط لها أسوار قسطنطينية.
نعم لدينا والحمد لله قوة حسية وقوة معنويَّة وقوة ماديَّة. نعم كان عند إمامنا الملك عبد العزيز قدس الله روحه نصرة الشريعة وتحكيمها والتحاكم إليها يظهر أعلامها ويحمي حماها ويؤيِّد حماتها وينعم عليهم بأنواع الكرامات.
أمَّا نصب القضاة والمفتين والعلماء والمدرسين وأجرى لهم المخصصات والمرتبات وقام بمساعدة هيئات الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلو سألت في أقصى مشارق الأرض ومغاربها وبحثت في تركيا وإيران والعراق والحبش والسودان وبلاد الصعيد والشام واليمن والهند والسند والصين بل طفت في روسيا وآسيا الكبرى والصغرى وأوروبا وأفريقيا وأستراليا والأمريكتين وما في خلال ذلك من المحيط الهادي والأطلنطي والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي وغيرها عن الدين الذي لم تشبه التغييرات من دستور وغيره وطلبت حكومة تتقيد بالأديان السماوية ولا تخاف أحدًا في تمسكها لدلوك على الحكومة العربية السعودية وقالوا: إنَّ أردت ذلك فاطلبه لدى الملك السعودي.
فمرحبًا بهذه الحكومة وغفر الله لهذا الملك المسلم العربي الذي لا يوجد شرع الله الحقيقي إلَّا في حماه مع أننا نعتقد أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحججه وبيناته ولكن أنى وكيف وهيهات وكلا أفمن يخشى من كثرة الأعداء الذين هم محنقون عليه لا يستطيع أن يرفع لسانه ويعرب عمَّا في حنانه مما كأنَّه بين أولئك الأعداء والأغيار إلَّا كالشاة بين جماعة الذئاب فتجد المسكين إن تكلم فإنَّه يرتقب كل ساعة ماذا يحل به وإن سكت فإنَّه