لا ألف ليلة حام حول عجيبها ... حيث الوقائع حققت أحلامها
شقت سواعده الطريق إلى العلا ... حتى تبوء في العلاء مقامها
كالنور يبدأ نقطة في موضع ... وينير بعد وراءها وأمامها
نال المعالي بالفعال وحازها ... إرثًا فكان عريقها وعصامها
فرد وهمته جموع أسست ... أسًا فكان مليكها وإمامها
يا للخسارة للحمام فكيف لم ... يرهب حماه بضربه أرقامها
يا للخسارة للجزيرة والمنى ... لو لم يخلف ليثها ضرغامها
عبد العزيز مضى وخلف بعده ... للمكرمات سعودها وهمامها
أسد الجزيرة وابنها وسعودها ... حامي حماها دائمًا وذمامها
أسعود ما مات الذي أنت ابنه ... كالشمس تبدل للورى أيامها
فيك العزاء لأمة قد علقت ... آمالها بك ترتجى إتمامها
ومما قلت في رثاء المترجم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل لما نكبت به الخليقة وفدحت بوفاته العالم وهذه خرجت من حرارة الجوى ومنزلته في الجنات ويسيل على ضريحه وابل الغفران والرحمات وأن يجبر كسر المسلمين ويلطف بالحال فمصيبته كبرى وثلمته عظمى فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
لمن طلل به الإِلف يندب ... بذرف دموع العين يهمى ويسكب
يثير همومًا ساكنات إلى الفضا ... تكاد لهم صُمّ الجبال تكبكب
على فقد أحباب له طال نعيه ... غرامًا بهم كيما يرقوا ويقربوا
يهدم أركان الجسوم فراقهم ... وما فرقة الأحباب إلَّا تعذب
أمن فقد ليلى والرباب وزينب ... تحن طويلًا نحوهم ثم تندب
وتنسى مصابًا معضلات خطوبه ... فكل مصاب دونه ليس ينسب
مصاب به أهل البسيطة روّعوا ... وطاشت عقول في الأنام وأرعبوا
مصاب به قد أرجفت كل أرضنا ... مشارقها رنت جميعًا ومغرب