له في الدجى ورد إذا الليل قد سجى ... وما صده جاه عريض ومنصب
ويحثو صنوف المال حثوًا بكفه ... إلى جوده تسعى الأنام وتطلب
فما حاتم يعطى عطاه جوده ... ولا ابن لجدعان الذي كان ينسب
فيعطى جزيل المال لله وحده ... يريد به أمنًا إذا الوزن ينصب
وكم جمع الأيتام في عقر داره ... وأطعمهم من نيله إذ يقربوا
بلين مقال يجبر الضعف رفقه ... حريصًا على إطعامهم يتحبب
فدع ذكر من بانوا إلى ذكر جوده ... لقد كان إلى أعلى المكارم ينسب
يشن على الأعداء غارات محنق ... بصدق لقاء في المعارك يعطب
أبي سياسي قدير وضيغم ... هزبر أبو شبلين يسطو ويغلب
بهمة منهوم يخوض لظى الوغى ... بيوم به أهل الشجاعة يغلبوا
هو البطل الغلاب والعاهل الذي ... أقرت له بالسبق عجم وأعرب
سياسته أعيت جميع مقدم ... برأي سديد ماهر ليس يغلب
له وثبات بالأعادي شهيرة ... فسل كل من يروي ومن كان يكتب
وسائل بلاد العرب عن سطوة بها ... وعن سيفه البتار كيف يقلّب
وسائل هذيلًا في الجبال إذا رْعَووا ... وكفوا أكف البغي رغمًا وخيبوا
به أمّن الله البلاد وأهلها ... ولولاه ما ساروا بها وتقلبوا
ولما ذاعت الأخبار أذكار موته ... وقام بنا ناعيه يشدو ويندب
رثيناه جبرًا للقلوب لما بها ... من الحزن والأشجان تغلي وتلهب
عليه من الرحمن أزكى تحية ... وعفو وغفران يجود ويسكب
لأن كان رب العرش عنَّا أماته ... ففينا من الأنجال شهم مهذب
أولئك قوم أشبهوا بفعالهم ... مليكًا وبالسبق القديم تهذبوا
لقد أشبهت أفعالهم وخصالهم ... سجايا حووها من أب يتعصبوا
وقد سرّت الأخبار عنهم بما أتوا ... وسادوا به حيث الإمامة يرقبو
ومن شابه الآباء يومًا فإنَّه ... بحق بلا ظلم أصيل منجب