وطغت على أرض العروبة لوعة ... طاشت لهول بلائها الأذهان
نقل الأثير إليه من عبر الفضا ... موت المليك فصمت الآذان
ما دار في خلد البرية كلها ... أن الفخار يموت والإِحسان
والمجد والشرف الرفيع على المدى ... يطويهما خطب ولا حد ثان
عبد العزيز لأنَّ غزتك منية ... لا يستطيع دفاعها الإِنسان
فالفضل باق في النفوس على المدى ... يشدو به التاريخ والأزمان
فلكم أسرت بجود كفك أنفسًا ... ملتاعة يقسو بها الحرمان
ولكم أفضت على الفقير نوائلا ... يحدو بك الإيمان والتحنان
فغدا الفقير بفضل جودك هانئًا ... بالشكر تلفح قلبه الولهان
ولكم جهول ليس يعرف ما التقى ... والدين قد أضحى له عرفان
فبدا بفضلك للفضيلة داعيًا ... يدعو لها قلب له ولسان
ولكم أقمت مساجدًا ومدارسًا ... فيها الصلاة تقام والفرقان
ولكم عمرت منازلًا وملاجئًا ... يأوي إليها البائس الجوعان
فيقيم من أود ويروى من ظمأ ... ودموعه من شكره إعلان
عبد العزيز لأنت أعظم فارس ... ركب الجواد وضمه الميدان
ليث الكريهة كنت لا تخشى العدا ... شهد الخصوم بذاك والأعوان
وتضيء في أفق الحوادث كوكبا ... وضياء يذكي نوره الإيمان
فتجنبت هول الحوادث أمة ... واستسلمت لسدادك الأذهان
الناس في حرب ضروس ساعر ... تصليهمو الآلام والنيران
وملاء شعبك غبطة وسعادة ... تذكو بما تحظى به وتعان
الشعب من وله يردد هاتفًا ... باسم المليك تنوءه الأحزان
بالدمع يعرب عن جواه فهل ترى ... يجدي البكاء والمدمع الهتان
مات المليك فمن ترى من بعده ... يرجي لدفع الخطب وهو عوان
لا غرو إن ناح الجميع صبابة ... وبكى الوليد علاك والشبان