للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالإمام الملك بابن سعود ... قاهر الخصم إذ هو الوثاب

إيه يا عبرة تحور اختنافًا ... أنت لا النزع للحياة استلاب

صاعق لم يذر ولم يبق ماء ... في جفون غمادهن السحاب

آه آه الله ما قضى وإليه ... يرجع الأمر كله والمتاب

أمة كالغمام تبكي فقيدًا ... هو منها الضحى ومنها الرباب

بوغتت بالمنون لم ينج منها ... ذو احتيال ولا نبي مجاب

جمد الدمع في العيون وذابت ... بالسعير القلوب فهي انسكاب

إلى آخرها وهي طويلة أبان فيها الغزاوي ما فدحت به الأمة وما أصيبت بوفاته وكانت مبكية بتعداد مناقب الراحل العظيم.

وهذه مرثية قوية أنشأها الأديب عبد الله بن محمد بن خميس بالفقيد الراحل تغمده الله برحمته وكان الأوْلى بنا تقديمها وهي من بحر الكامل:

لا غرو وإن تلقى أخاك حزينًا ... فاليوم -حتمًا-يكثر- الباكونا

اليوم تستمري الدموع وإنها ... أدنى سبيلًا للعزا يأسونا

فاجهش بدمعك ما استطعت وهاته ... حران يلتذع الخدود ثخينا

ليس الدموع وإن علون مكانة ... يا عز من مهج القلوب يقينا

لله أفئدة تذوب وأنفس ... ثكلى على المصاب طوينا

صعقت بهول لو يصاب بمثله ... رضوى لا مسى في التراب دفينا

لولا اليقين بأن كلا راحل ... وإلى سبيل واحد يغدونا

والصطفى للنَّاس أكبر قدوة ... يهدى بها الماضون والباقونا

لاْبى الأولى عرفوا الحياة سعيدة ... لم تمتزج بالحادثات سنينا

أن يشهدوا عبد العزيز وقد قضى ... ولأقسموا ألا يموت يمينا

هل مثله بعد الخلافة قد أتى ... أو مثله هل قد رأى الراؤونا

إن كان في شرع الطبيعة فلتة ... تأتي بأمر لم يكن مضنونا