للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه ترجمة الأمير عبد العزيز المحمد

هو الأمير عبد العزيز محمد بن عبد الله بن حسن آل أبي عليان أمير بريدة بل على سائر القصيم في زمن تركي بن عبد الله، وكان معظمًا عند أهل بريدة، وإذا احتاج مالًا جمعوا له، ويلقب بدمعان، ولقد جاد عليه الأمير تركي وابنه فيصل مع ما يجري منه من المخالفات كما في واقعة اليتيمة التي عادت على أهل القصيم بالهزيمة وكان هو أسبابها فقد ذهل الوالد منهم ولده وفتك بهم بن الإمام فيصل فتكًا عظيمًا بمن معه من أهل الرياض، ولولا أن عبد الله أدركته الرحمة بهم لكان غير ما وقع، وقد خرجت النساء حاسرات يستغثن برب الأرض والسماوات ويستخلفنه لشدة الهول وحدث ضجة عظيمة في سائر القصيم عمومًا، وفي بريدة خصوصًا.

ولما وصل عبد العزيز إلى عنيزة هاربًا بأصحابه أمرهم يغنون ويلعبون وشجعهم للحرب والقتال، وأين هذا منهم في ذلك المجال، والرعب في قلوبهم أمثال الجبال، فانخذل عنه الناس ولم يرفعوا لتشجيعه رأسًا، ثم كتب إلى أخيه عبد المحسن كتابًا يقول فيه أن سعد التويجري وعلي بن ناصر وأناسًا ساعدوهم دخلوا إلى البلاد وتخلفوا عنا في الهزيمة فألزمهم يأتون إلينا.

فكتب إليه عبد المحسن يقول: إني إذا نصحتك أو خالفتك في شيء قلت لي أنت مجنون وإن هؤلاء الذين عددتهم كلهم في المعركة صرعى وهربت ونجوت بنفسك وتركتهم، فحقك عليهم بالأمس مضى، والآن قد نفذ فيهم حكم القضاء، وحقهم عليك أن تدفن أجسادهم وتعزي أولادهم فلما رأى العقوبة اختلف عليه رأيه وتدبيره وكثر الناس يشيرون عليه وبعضهم يعذلونه فتارة يقول دعونا على من كان بالعوشزيات نسير إليهم، وتارة يشير بغير ذلك فلم ينفذ لهم أمل، ولم يساعدهم القدر، فكان لا يرى ما يهتدي به ولا يدري إلى أين بذهب، ولا كيف يصنع، فأتى إليه الشيخ الإمام العالم العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين قاضي القصيم، وقال له يا هذا اتق الله واربأ بنفسك فإن البلد ليست هي لك ولا بيدك