للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على تلك الأمصار وهم العقيلات.

وفي هذه الأزمنة الأخيرة انعكس الأمر وتغيرت الأحوال والله على كل شيء قدير. فأصبح أهل مصر والشام واليمن يسافرون من أمصارهم وديارهم إلى نجد يطلبون الرزق والمعيشة فيها تاركين أهاليهم وأولادهم يسترزقون الله في المملكة السعودية، هذا بوظيفة التعليم في المدارس والمعاهد، وآخر في البناء والتعمير، وذاك بخبز في أفران نجد، والعاطلون من أهل الشام واليمن يشحذون في المساجد والأسواق وجلبت إليها الإبل من تلك الجهات والأغنام والأدهان وشحنت الطائرات والسيارات بعلب المربيات وأنواع الفواكه من مصر والشام ولبنان والأردن وبيروت، وإنَّها لنكتة غريبة عجيبة أن يؤتى بالعوائل من مصر والعراق والشام تاركين نيلها وفراتها ودجلة إلى نجد يسكنون فيها ويؤثرونها موطنًا ومقرًا. ولولا أن الحكومة قامت برد هذا التيار الجارف لامتلئت المدن السعودية من أولئك الأجانب، غير أنَّ الحكومة مانعت من تلك الهجرة ولا تزال ترحل من لا مصلحة فيها عائدة للشعب فسبحان القادر على كل شيء لا رب غيره ولا إله سواه وقدرة الله صالحة والدنيا دول فاعتبروا يا أولى الأبصار.

وفيها قام أمين مدينة الرياض فهد بن فيصل بن فرحان بأعباء منصبه فقفز بمدينة الرياض قفزة في ميادين الإِصلاح والتنظيم فأحال أزقتها الضيقة إلى شوارع واسعة منسقة وإنشاء الميادين الفسيحة والحدائق الغناء وشاد دارًا فخمة لأمانة مدينة الرياض وأنشأ منتزهًا من أجمل المنتزهات في منطقة سباق الخيل وجمع أهل البادية في مكان خصصه لهم مزودًا بالماء العذب والمراكز الاجتماعية وأماكن العبادة.

ومن هذه المشاريع الضخمة التي تمت في عهده وصول مياه الجائر المكان الذي يبعد ٣٨ كيلو عن الرياض وكان لنبإ وصول ماء الجائر إلى