للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمير عنيزة دعنا يا عبد العزيز نرجع على هذا العز والنصر فحلف أن لا يرجع حتى يقاتل ابن رشيد في بلدة حائل.

ولما ساروا زحف عبد الله بن علي بن رشيد إليهم في بقعا وكان ذلك ليثًا كاسرًا فجرت الهزيمة على أهل القصيم وكانت شنيعة جدًا بعدما ولوا لا يلوى أحد على أحد وبطش بهم ابن رشيد والعياذ بالله بطشًا شديدًا فقتل يحيى وفر عبد العزيز بنفسه وقتل من الأعيان خلق كثير؛ يا عجبًا لك يا عبد العزيز من هذه المخالفات فلا لإمام تخضع، ولا لنا صح تسمع، فلما كان في هذه المرة لم تسلم الجرة وأحاط به أمر رب العالمين وأخذه الله وهو أحكم الحاكمين.

ومما قال الشيخ الأديب العالم العلامة أحمد بن علي بن مشرف تهنئة للإمام المكرم فيصل بن تركي بالنصر في واقعة الطبعة التي دمرت العجمان وتهنئة بهذه الانتصارات في تلك الحوادث:

لك الحمد اللهم يا خير ناصرٍ ... لدين الهدى ما لاح نجم لناظر

وما انفلق الإصباح من مطلع الصبا ... فجل وجلى حالكات الدياجر

لك الحمد ما هب النسيم من الصبا ... وما انهل ودق المعصرات المواطر

على الفتح والنصر العزيز الذي سما ... فقرت به منا جميع النواظر

وإظهار دين قد وعدت ظهوره ... على الدين طرا في جميع الجزائر

وعدت فأنجزت الوعود ولم تزل ... معزًا لأرباب التقى والبصائر

لك الحمد مولانا على نصر حزبنا ... على كل باغ في البلاد وفاجر

ومن بعد حمد الله جل ثناؤه ... على نعم لم يحصها عد حاصر

نقول لأعداء بنا قد تربصوا ... عليكم أديرت سيئآت الدوائر

ألم تنظروا ما أوقع الله ربنا ... بعجمانكم أهل الحدود العواثر

بأول هذا العام ثم بعجزه ... بأيام شهر الصوم إحدى الفواقر

همو بدلَّوا النعماء كفرًا وجاهروا ... بظلم وعدوان وفعل الكبائر

فكم نعمة نالوا وعز ورفعة ... على كل باد في الفلاة وحاضر